في ذلك اليوم البعيد!
صار المجد للجعجعة
المجد للضجيج،
&للصخب!&
للشعارات ضخمة عالية!
&للنجوم &حطت من عليائها على أكتاف الرجال!&
جثة الرجل العجوز توزع على أنياب الشوارع ، وتأكلها قلوب كالأفاعي!
صورة الرجل الكبير ترتفع، ترتفع ،طابقت القمر، خلبت أنظارهم حتى ما عادوا يستطيعون قراءة أسمائهم، وجوه أطفالهم،
&أسماء مدنهم وشوارعهم!&
أخذهم التيه، وأسكرتهم خمرة المجد الفاسدة ، يهزجون يردحون، بحت حناجرهم!
تطايرت أوتارهم الصوتية كخيوط العناكب،
أتوا ببغاوات ملونة تتلوا لهم قصائد نارية لبشارة ما كانوا يدرون أنها تحمل نبوءة موتهم!
دمارهم، وقطع نسلهم!&
قيامة الشقاء العظيم، ابتلعهم كالجحيم!&
كل اللافتات التي رفعوها لم تكف أكفانا لهم.
كل الأسلحة التي تقاتلوا بها لم تقتل بعوضة خرابهم!
لم تمنحهم حلما واحدا،&
ولا نومة هانئة في ليلة صيف!
قرر أن يصمت!
&أوغل في الصمت!
&لا خوفا على حياة أدرك أنها لم تعد تساوي عقب سيجارة ، بل لأن طبلات آذانهم &تمزقت في صراخهم!
من سيسمعه في ذلك الوادي العميق؟&
ثمة أرواح ممسوسة لا تزال تزعق عليه من أجواف تلك الببغاوات وقد التحقت بها أسراب الغربان!
&ثمة أرواح لاذت مثله في ظلال النخيل حزينة محبطة&
كأن أصواتهم رجع صلاة " المجد للصمت، المجد للدموع!"&
ثمة زهور برية ترقب سحبا تلقي حمولتها في البحر!
بحر من الرمال يزحف إلى مدنهم ملتهما الماء والسراب!
ذلك اليوم البعيد، صار كل الأيام!
&14 ـ 7ـ 2016 &
&