&«لم يكن السير بيتر هول مخرجاً عظيماً للمسرح والأوبرا فحسب، إنما كان سياسياً يقاتل من أجل الفنون»

&
&
أعلنت إدارة المسرح الوطني البريطاني أمس الثلاثاء وفاة المخرج المسرحي بيتر هول مؤسس فرقة شكسبير الملكية عن عمر ناهز السادسة والثمانين عاماً. وقال مدير المسرح الوطني البريطاني روفوس نوريس: «إننا نقف جميعاً على أكتاف العمالقة، وأكتاف بيتر هول هي التي دعمت المسرح البريطاني برمته كما نعرفه الآن».
&
إن دور المخرج والمنتج في المسرح غالباً ما ينطوي على خواص متناقضة، بيروقراطية وجمالية إلا إن شخصية السير بيتر هول الذي توفي أمس عن عمر ناهز السادسة والثمانين، كان يمتلك كل الخصال التي مكنته من الجمع بين هاتين
المهنتين وحل التعارض بينهما. أما إنجازه الأكثر أهمية وديمومة فهو أنه كان الأب المؤسس لأكبر مسرحين في المملكة المتحدة هما: المسرح الوطني الملكي ومسرح فرقة شكسبير الملكية.
وكمخرج، استطاع هول إخراج مجموعة من المسرحيات هي من أكثر المسرحيات راديكالية ومحيّرة لجمهور القرن العشرين، ولعل في مقدمتها مسرحية «في انتظار غودو» لصوموئيل بيكيت التي عرضت لأول مرة في لندن عام ١٩٥٥.
&
بهذه المناسبة الحزينة على قلوب المسرحيين وجل الفنانين والمثقفين البريطانييين فضلاً عن جمهوره الواسع، علقّ الكاتب المسرحي البريطاني السير ديفيد هير قائلاً:
&
«بيتر هول لم يكن المعماري الرئيسي لمسرح مرحلة ما بعد الحرب فحسب، إنما هو المؤسس لفرقة مسرح شكسبير الملكية والمسرح الوطني البريطاني، لكنه في المقام الأول كان هو من أصر على أن المسرحيات الجديدة تنتمي وتنتسب إلى العروض الكلاسيكية، مانحاً الأعمال الشابة والطليعية ذات المنزلة وذات المسارح التي تعرض عليها الأعمال الكلاسيكية. لقد كانت فكرته هو في عرض مسرحيات هارولد بنتر إلى جانب أعمال شكسبير. إن كل كاتب مسرحي بريطاني يدين له بذلك».
&
أما الممثلة فينيسيا رودغريف فقد صرحت قائلة: «لقد بعثت إلى عائلته الكثير من الحب. إنه مخرج ساحر. أتذّكر إخراجه لمسرحية «حلم منتصف ليلة صيف» التي لعب فيها تشارلس لوتون دور بوتوم وإيان هولم دور العفريت و ألبرت فيني دور ليساندر وفي موسم سترادفود ذاته أخرج مسرحية شكسبير «كوريولانوس» لعب فيها لورنس أوليفيه دور كوريولانوس. وقد مثلت بكلا العملين وشهدت كل البروفات. وفي عام ١٩٨٩ أخرج لتينيسي وليامز مسرحية «هبوط أورفيوس» على مسارح برودواي لعبتُ فيها الدور الرئيسي. أما في عام ٢٠٠٤ فقد لعبنا أنا وابنتي جولي وريشاردسون معاً في فرقته (فرقة بيتر هول) مسرحية «مروحة السيدة ويندرمير» لأوسكار وايلد. لذا أعتبر نفسي محظوظة جداً أنني عملت معه».
&
غريغوري دوران المخرج البريطاني الذي عُرف بإخراجه المميز لأعمال شكسبير قال عن سلفه :« كان السير بيتر هول عملاقاً، فقد تخطى حدود المسرح البريطاني. إنه الحالم والمستشرف. لم يكن مخرجاً عظيماً للمسرح والأوبرا فحسب، إنما كان سياسياً يقاتل من أجل الفنون».
&