يعد ماركوس جونيوس بروتوس واحدًا من أعظم الأسماء في التاريخ الروماني، وقد كان في محور المؤامرة الشهيرة التي أسفرت عن اغتيال الدكتاتور يوليوس قيصر عام 44 قبل الميلاد، وقد أعطى بروتوس بعض الأمل لأولئك الذين كانوا يتوقون إلى استعادة الحكومة الجمهورية.

إيلاف: بحلول أغسطس من العام نفسه، كان بروتوس في طريقه من إيطاليا إلى شرق اليونان، لينتحر بعدها بما يزيد بقليل على عامين، بعد تلقيه الهزيمة على يد مارك أنطوني وأوكتافيان في معركة فيليبي.

صراع سلالات
لم تنته الحرب الأهلية بوفاة بروتوس، بل تحوّل الأمر إلى مجرد صراع بين سلالات متنافسة، ولم يعد هناك وجود للنظام الجمهوري. اتضح مما ورد في كتاب "بروتوس: المتآمر النبيل" لكاثرين تمفست أن الأرستقراطيين الرومان في تلك الفترة كانوا يدركون تمامًا فضائل أسلافهم.&

بروتوس واحد من أعظم الأسماء في التاريخ الروماني

فبروتوس نفسه ادّعى النسب لسلالة أبيه الممتدة إلى لوشيوس جونيوس بروتوس، الذي طرد تاركوين الفخور عام 509 قبل الميلاد وكان واحدًا من أول قنصلين يتم تعيينهما في السنة الأولى للجمهورية الرومانية. وبتتبع نسب والدته، سيرفيليا، ربما ينتمي بروتوس إلى سيرفيليوس أهالا، الذي قام عام 439 قبل الميلاد بقتل سبيريوس مايليوس من منطلق أنه كان يطمح إلى الطغيان.

لكن في عصر بروتوس، لم يكن من السهل دائمًا تحديد الشخص صاحب القضية الأصح، وحين اندلعت الحرب الأهلية عام 49 قبل الميلاد، كان بروتوس مناصرًا بالغريزة لمجلس الشيوخ في معارضته لمطالب يوليوس قيصر.&

شخصية معقدة
وبعد هزيمة بومبي في معركة فارسالوس عام 48 قبل الميلاد، كان بروتوس من أوائل الأشخاص الذين قاموا بإبرام السلام مع يوليوس، وقد عمل كذلك من أجل تأمين عملية التصالح بين الأطراف المتحاربة، وقَبِلَ في عام 46 قبل الميلاد بحكم سيسالبين غال.&

بحلول 44 قبل الميلاد، كان يعمل كقاض حضري، ولا بد أنه كان يبدو صديقًا وشريكًا موثوقًا به ليوليوس. ويمكن القول في الأخير إن حياة بروتوس، كما تناولتها كاثرين في الكتاب، تم بحثها بدقة واكتملت عملية بنائها بأناقة. لم تتناول الكاتبة حياته من منطلق أنها حياة قديسين، ولم تتناولها أيضًا من زاوية التدنيس، بل على العكس بدا من الواضح أنها اعترفت بتعقيد شخصيته وأفعاله وأظهرت كيفية ارتباطها بطبيعة الوقت المرتبك الذي كان يعيش فيه.

وبدا من الواضح أيضًا أن كاثرين سردت كل ما ورد في الكتاب بطريقة تفكيرها نفسها من دون زيادة أو نقصان، كما مكَّنت القارئ من تقاسم الأدلة والتعرف إليها عن قرب، وهو ما جعلها محل ثناء من قبل النقاد والمحللين، الذين أوصوا بدورهم بضرورة قراءة الكتاب.

&
أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن موقع "هيستوري توداي"، الرابط الأصلي أدناه:
https://www.historytoday.com/reviews/brutus-noble-conspirator


&