استكشف السياسي الهندي، شاشي ثارور، في كتابه الذي أطلقه أخيرًا "لماذا أنا هندوسي - الأصولية وإعادة تشكيل الهندوسية" أنظمة المعتقد في الهند والمخاطر التي كانت ماثلة أمام كتاب شاشي السابق ذي العنوان المستفز "الإمبراطورية المغمورة: ماذا فعل البريطانيون للهند"، واتسم الكتاب الجديد بطابعه المثير للجدل، وتسبب في إثارة غضب المؤرخين المتلهفين إلى الدفاع عن سجل بريطانيا الإمبراطوري.

إيلاف: كتب شاشي كتابه الجديد بالشغف نفسه، وينتظر أن يزعج مجموعة مختلفة من القراء، لكنه يعتبر أكثر أهمية من الكتاب السابق، حيث إنه يتطرق على نحو أكثر استفاضة إلى تلك المخاطر الكامنة في مستقبل الهند وكذلك مشاكل وأمجاد الماضي. 

أصل التسامح

الهندوسية متسامحة برأي الكاتب مع الأديان الأخرى

شاشي هو برلماني من ولاية كيرالا الواقعة في جنوب البلاد، وهو عضو بارز في حزب المؤتمر المعارض، كما إنه واحد من أبرز الليبراليين الهنود من حيث القدرة على التعبير، فضلًا عن أنه صوت بارز لأولئك الذين يرفضون السلالات الأصولية القوية للقومية الهندوسية في حزب بهاراتيا جاناتا الخاص برئيس الوزراء نارندرا مودي.

كتب شاشي معقبًا على ذلك بالقول: "أنا هندوسي ووطني، لكنني لست قوميًا هندوسيًا". ويعتمد شاشي على أعمال الحكماء الهندوس لتعزيز حجته بأن الهندوسية المتسامحة مع الأديان الأخرى، ليست فقط تفضيله الشخصي، وإنما أيضًا الطريقة التي يمارس بها الدين منذ ما يقرب من 4 آلاف عام. 

بدأ شاشي كتابه بالتذكير بأن "الهندوس" و"الهندوسية" هي علامات يستخدمها الأجانب، بمن فيهم الغزاة المسلمون والبريطانيون، مع الأشخاص والممارسات المتنوعة التي وجدوها في شرق نهر أندوس.

تحذير من هيمنة الغالبية
بعدها بدأت تُستَخدَم تلك الكلمات "برحابة صدر وسعادة" من قبل السكان لتعريف أنفسهم ومعتقداتهم الدينية الانتقائية. وأوضح شاشي أن تلك الهندوسية – التي يعزوها إلى الدين الرئيس الوحيد في العالم الذي لا يدّعي أنه الدين الوحيد الصحيح – تختلف عن كثير من باقي أنظمة المعتقد، فلا يوجد لها كتاب مقدس ولا مجموعة صارمة من القواعد المتفق عليها، ما يبقي أتباعها غير قادرين على استيعاب مفهوم الردة.

واصل شاشي بإدانته عمليات ذبح المسلمين، وتدمير المساجد ومهاجمة الأشخاص الذين يتم اتهامهم بقتل الأبقار أو أكل اللحم البقري. وعبَّر شاشي في الأخير عن تخوفه من أن يكون مودي وأتباعه قد نسوا تعاليم الحكماء القديمة لمصلحة تفسيرات أضيق للهندوسية وكذلك من رغبته في تحويل الهند إلى "باكستان هندوسية"، بمعنى تحويلها إلى مكان يهدد ويهمش فيه مواطنو الديانة الرئيسة بقية المواطنين.

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، المادة الأصل على الرابط
https://www.ft.com/content/04b6aae8-5860-11e8-bdb7-f6677d2e1ce8