تعزز رواية "شجرة الدردار" مكانة تانا فرينش في المراتب الأولى بين الروائيين، وهي رواية أبطأ من قصص الجريمة التقليدية، فيها أسئلة كبيرة ووجودية تبقى في الذاكرة، وتؤثر أكثر من سرد إجراءات التحقيق في جريمة قتل.

كتابات تانا فرينش شاعرية وحادة في الوقت ذاته، غنية بالتلميحات إلى الأدب والأساطير والتاريخ والسياسة المعاصرة. استكشافها للشخصية مليء بالبصيرة، لكن حوادث قصصها تتضمن جرائم قتل يجب حلها، ما وضع أعمالها في خانة القصص الخيالية.

في روايتها "شجر الدردار" The Wych Elm، قررت الكاتبة أن تتجاهل وجهة نظر الشرطة وأن تركز على الجانب الآخر، فجعلت الرواة هم المشتبه به والضحية والشهود.&

محظوظ ينفد حظه

توبي هينيسي شاب في أواخر عشرينياته، حسن المظهر ولديه صديقة جميلة ووظيفة في العلاقات العامة. حياته هذه تعتمد على أساس متين لعائلة من الطبقة المتوسطة الراقية في دبلن وتعليم باهظ الثمن. تصفه الكاتبة بأنه "في الأساس شخص محظوظ، ثم ينفد حظه".

في أثناء اقتحام منزله، يتعرض توبي للضرب بشدة حتى يكاد يموت، فتتسبب إصابة في الرأس في إعاقته جسديًا وعقليًا. يتعافى بما فيه الكفاية، لكن ذاكرته غير مكتملة، وقد تحطم إحساسه بنفسه ومكانته في العالم. تحول من رجل محظوظ إلى مثير للشفقة.

بعد أسابيع، يقرر توبي وصديقته ميليسا الاستقرار في منزلهما من جديد، على أمل أن يُعيدهما الروتين إلى حياتهما الطبيعية، لكنهما يعثران تحت شجرة الدردار القديمة في حديقة المنزل على جمجمة تخفي وراءها سرًا يعود إلى سنوات طويلة.

غير موثوق

أكبر مشكلة بالنسبة إلى توبي هي أن إصابته تجعله راويًا غير موثوق به، حتى لنفسه. لم يعد يعرف إذا كان يستطيع أن يثق بذكرياته عن حوادث ذلك الصيف قبل عشر سنوات، ولا يستطيع أن يثق بعائلته لأنه يشك في أن أحدًا منهم ارتكب جريمة القتل هذه، وأخفاها عقدًا من الزمان.&

في استجواب الشرطة، يُعد توبي مُساءلًا ومُتسائلًا على حدٍّ سواء، كما أن الفروق الدقيقة في مسرحية السلطة هذه يتم التقاطها بذكاء، حيث يتحول ولاء القارئ باستمرار. الرواية أبطأ من قصص الشرطة والجريمة التقليدية، لكن الأسئلة الكبيرة والوجودية تبقى في الذاكرة، وتؤثر أكثر من سرد إجراءات التحقيق.&

تعزز رواية "شجرة الدردار" مكانة الكاتبة تانا فرينس إلى المراتب الأولى بين الروائيين الأدبيين.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط:

https://www.theguardian.com/books/2019/feb/19/the-wych-elm-tana-french-review


&