النص الكلاسيكي ,مخرجة سويدية تجعله نصآ معاصرآ يواكب العصر الحديث ويتفاعل مع الجمهور .
نجحت المخرجة صوفيا جوبيتر ان تؤكد وتقدم &مأساة هاملت &, دراما تتحدث عن القضايا الوجودية العظيمة للبشرية . إخراج صوفيا جوبيثر والممثل &آدم لوندغرين بدور هاملت ، & نواجه هذه القضايا المؤلمة ، ولكن المهمة ، حول الحياة والموت ، حول الكيفية التي يجب أن نعيش بها وحول قوى الانتقام وما يفعله للناس . حول المستحيل العيش دون صراعات ، سواء داخل أو خارج . صوفيا جوبيثر لا تخدع أيًا من جوهر هاملت الأعمق هذه الحياة المأساوية الجديدة الرائعة ،على المسرح الكبير دراماتن المسرح الملكي في ستوكهولم. أداء أنيق رائع من حيث تصميم &والملابس ، والصوت والضوء ومع الممثلين المهرة، فضاء مسرحي عبارة عن سلالم سوداء، هاملت &في وضع رهيب . توفي والده وتزوجت والدته بعد شهرين مع شقيق الزوج المتوفى. يواجه هاملت صعوبة في الهضم حيث تزوجت والدته من جديد بهذه السرعة والأسوأ من ذلك ، عندما يجتمع مع اثنين من أصدقائه &وظهور شبح والده والدخان يخرج من رأسه &ليلاً ويخبره القيل والقال أنه قُتل على يد أخيه. لقد قتل شقيق الملك &كلوديوس ، الذي نجح في الحصول على تاج الملك والملكة لعبهما جيدًا جيرهارد هوبر ستورفير ,تيريزا بروناندن. كلوديوس ليس فاقدًا للوعي تمامًا ، فقد حطم جريمته قليلاً في نفسيته. &ولكنه يسأل ، هل يمكن أن يغفر الله عندما لا يزال يتمتع بثمار الخطيئة ؟السؤال الكبير الذي يحمل من خلال الأداء هو الانتقام تم تكليف هاملت من قبل والده للانتقام من وفاته. ليس من السهل الانتقام. يحصل هاملت على فرصة &وعمه نائم وهو يحمل السكين في قاتل والده ، لكنه يتردد. هو يضيع الفرصة. ليس من السهل قتل شخص آخر ، ولا حتى عندما يكون قاتلًا. الانتقام يأتي في نهاية المطاف , &الانتقام يمكن أن يكون لها مثل هذه العواقب . هل يجب علينا الامتناع عن الانتقام ؟ وهذا يعني السماح للمجرمين بالاستمرار في التمتع بثمار ارتكاب العنف وسوء المعاملة ضد الآخرين . هاملت يضع إصبعه على سؤال صعب للغاية. يسأل هاملت تحت إشراف المخرجة صوفيا جوبيثر أيضًا أسئلة حول الأسئلة الوجودية ، ما هي الحياة وما هو الموت - وكيف يجب أن نتعامل مع هذه الأسئلة المهمة ؟ &ولكنها "قد لا تحتوي على إجابات . الشيء المهم هو طرح الأسئلة ، لبدء التفكير ، والتفكير لدى الجمهور. تقول المخرجة صوفيا جوبيثر:&
- كان لدي دائمًا حلم في وقت ما من حياتي يمكنني فيه طرح هاملت. تحتوي المسرحية بشكل أساسي على كل ما يهمني. إنه مليء بالحكمة الفلسفية ، في حين أنه صورة عن قرب لرجل يحاول ويريد أن يكون شيئًا لا يفعله. وكل الازياء تمثل عصرنا الحالي ،هذا هاملت يتحدث بشكل مفضل إلى الجمهور &وليس لنفسه . كونه لايزال يعيش في كوكبنا وعصرنا ويلقى نفس المصير، المخرجة صوفيا وعملية تحقيق المتعة الجمالية ودفع المشاهد الى الدهشة وتقريب المسافة بينه وبين العرض المسرحي المدهش جماليآ والسعي نحو الشفرة واختيار التأويلات وقيمتها للوصول الى الحشد النفسي وخلق حالة التجلي . جملة عديدة من الاسئلة والتي اود ان اطرحها حول عملية تفعيل الادوات الفنية ومدى قدرة المخرجة صوفيا جوبيتر وتفسيرها ومعالجتها لمسرحية هاملت ومدى قدرتها للوصول بادواتها المختلفة من تمثيل واضاءة وديكور وموسيقى وسينوغراف وتشكيلات جمالية . العرض خلق لدي مجرد قراءة ورؤيا معاصرة لمسرحية هاملت تأليف وليم شكسبير ومن اخراج المخرجة صوفيا جوبيتر وفرقة المسرح الملكي دراماتن في ستوكهولم وعلى خشبة المسرح الكبير . الفكرة المحورية والتي بنيت عليها داخل العرض تدور حول قصة هاملت والتي قدمت في عروض عديدة شاهدتها من هاملت العربي الى هاملت الدانماركي وهاملت الهندي وا لروسي والالماني ، هاملت هو العالم ,وهاملت يواجه سلطة التأمر والغدر والخيانة العم القاتل والام الخائنة، هاملت وحلقة الانتقام والبحث عن قتلة والده الملك الشرعي.اعتمدت المخرجة صوفيا جوبيتر في ابتكار اشكال مختلفة وحداثة المعالجة والتفسير وتقنية التكنولوجيا والسينوغراف والسلالم والدخان &وحولت الاماكن وبشكل خاص الى اماكن سحرية . انشائية العرض لدى المخرجة صوفيا جوبيتر &وكيفية تعاملها مع عناصر العرض المسرحي وعملية التكامل الفني ووسائل التعبير وصولآ الى هدف المؤلف وقد جسدته . المخرجة صوفيا &وهي تثير اهتمام النقاد والجمهور واستخدام كل الوسائل التعبيرية بدآ من اللون والضوء والكلمة الحركة وخلق سينوغرافيا راقية وخلق الجو العام.والولوج في روح وجسد هاملت الغارق في اوهامه وديدن عقدة الانتقام . عرض مكتمل فنيآ وفق كل المقاييس النقدية والجمالية واستطاعت المخرجة تفعيل كل ادواتها الفنية وتقديمها بشكل جاد ومبهر، وتقديم هاملت الشكسبيري كقبمة جديدة ومعبرة من خلال فهم المخرجة باهمية وقيمة نص وليم شكسبير .المتلقي يطور امكاناته وأدواته الثقافية لكي يتواصل مع التطور الفكري والتقني في المسارح الحديثة، ولكي يتم ويبقى التواصل مابين المرسل والمتلقي , لأن المسرح لم يعد مكانآ للتسلية والترفيه وتضييع الوقت . وعملية فهم ومتابعة المعاني في العروض المسرحية والتجارب الحديثة وذلك لتعدد العلامات والاشارات والدلالات السمعية والمرئية، عندما تنتهي مهمة المؤلف كما يؤكد رولان بارث تبدأ مهمة القارئ في تفسير وتأويل كل الدلالات النائمة في سرير النص المسرحي وياتي دور المخرج لكي يفكك ويعرف الكلمة وطياتها بأوكسجين الحياة واستراتيجية التلقي , واهمية ودور المتلقي في كسر رتابة الحياة والتحليق في فضاء حميمي مابين المرسل والمتلقي الغاء كافة الحواجز بعض المسرحيات فيها نكهة وخصوصية ما بعد الحداثة مثلآ يكون العرض في حجرة او لوكال لم يعد هناك مكان لخشبة المسرح . في الطقس المسرحي الحديث يبقى المتلقي على صلة دائمة مع الثقافة يجد المتلقي نفسه مبهورآ امام مشجب هائل من الارساليات والرموز والدلالات ,يتوجب علية استيعابها ودوره الفاعل في فهم كل الخطابات الفنية والجمالية ومحاولة تحليل كل الشفرات التي اختارها المخرج في عملية &الاكتشاف والاختراع والابداع في فلسفة العرض وثقافة المخرج والمخرجة وفريق العمل والجمهور, المشروع المسرحي يتطلب تجاوز الركود والاحادية والخوض في روى وطرح شفرات وأسئلة تحمل بعدها الكوني واسئلة جوهرية تساهم في تغيير الواقع دون أن ننتظر التعليمات من احد فعملية التحرر والتعبير تعطي الحياة معنى ودلالة تحفز المتلقي وتطلعاته الى غايات ارحب واوسع فتنمية الخيال تحتاج الى الحرية ، وبوابات الفعل المسرحي تحتاج الى أسئلة متعددة ودراسة مستنيرة تلامس عصب الحياة، &فيشكل المتلقي في المسرح الحديث اهمية في قلب الاحداث ومشارك مهم في العرض المسرحي ، &وان قسوة الحدث في مسرح انتونان ارتو يصل فزعها وصدماتها الكهربائية الى قلب ونبض المتلقي فيجعله جزء من الحدث ، فالمسرح الحديث يتجاوز الركود والخمول, فشكسبير يكتب مسرحياته وهو مرتبط بروحية مجتمعه الانكليزي وعليه عندما يقدم مخرج على اخراج &اي مسرحية لشكسبير وسوفوكليس عليه أن يراعي سياقات مهمة وعلاقتها بموضوعات وفهم بنية المجتمع المعاصر ,والا سيتحول ويصبح العرض المسرحي مجرد موضوع هامشي وتسود حالة النفور ، من العروض المسرحية وتحول المسرحيات الى جمهور النخبة ، ويصبح العرض المسرحي بعيد عن حيثيات التلقي من الجمهور. فبنية النص تتحكم بها مقص المخرج المعاصر بفك كل العقد قيها وتحيل شرايين النص الى بنية العرض الفني،احيانآ تقودنا فانتازية ورؤية المخرج السحرية الى خلق طقوس وفضاءات سحرية. جماعية العمل المسرحي تتجسد من خلال النص المسرحي ورؤية المخرج ومساعدة الممثلين واضافات الدراماتوج السينوغراف وتحديد الزمان والمكان المناسب واستكمال بنية العرض المسرحي, اما ان يكون العرض المسرحي هو الركيزة الاساسية لأي نشاط مسرحي، ولايشكل النص سوى عنصر ثانوي كبقية العناصر الاخرى التي يحتاجها العرض، وغير ممكن اعداد النص مسرحيآ الا عندما تتوفر فيه شروط العرض المسرحي اي عندما ينجز فعل الفرجة، وراح بعض المخرجين الى الحكم بقسوة على النص حيث رفضوا التعامل مع النص المكتوب على اساس ان المسرح هو مجرد هذه الاحتفالية الحية وحالة الارتجال والفعل مابين الممثلين والمتفرجين ,والشاهد على ذلك هو تعريف انتونان ارتو للمسرح واهمية المسرح في تحريك المتفرج ويؤثر فيه كما يؤثر الطاعون في جسم الانسان، المسرح المنشود هو المسرح التواصلي معد ويؤثر ولايتقيد بنص مكتوب ويهتم بجانب اللغة المسرحية التي تراعي الافكار ووسائل التعبير عنها اكثر من اللغة المكتوبة ربما تكون فكرة ارتو للمسرح قريبة من مسوغات اللسانيون في تحليل اللغة واهمال الكلام ، واعتبار اللغة هي قانون ونظام من العلامات والتي تشكل بلاغآ انسانيآ ضمن المجاميع البشرية والكلام غير قابل للتحليل وتجسيد اللغة، &واللغة المنطوقة تعبر عن الفكر على عكس اللغة المكتوبة. في أية دراسة &متأنية لمسرحيات وليم شكسبير نجد ان مسرحياته التاريخية تستمد عناوينها من &اسماء الملوك مثل يوليوس قيصر، الملك جون، الملك لير، ريتشارد الثاني، هنري &الرابع، هنري الخامس، هنري السادس، وهنري الثامن، كأن تاريخيات شكسبير &تدور حول الصراع على التاج الانكليزي الذي استمر من القرن الرابع عشر وحتى &نهاية القرن الخامس عشر وكل هذه المسرحيات مبنية على المآسي التاريخية الكبيرة بصراع علي العرش او على توطيده وكل واحدة تنتهي بموت الملك وتتويج ملك جديد ، وفي كل هذه المسرحيات المليئة بسلسلة طويلة من المؤامرات والجرائم بدءا بقتل أقرب الناس اليه وقتل اعدائه وقتل جميع الحلفاء السابقين من أجل العرش والسلطة محاولا اعدام الجميع، والملك عندما يلبس التاج يكون قد اصبح مكروها ويقتل الجميع باسم العدالة، وعلى المسرح ان يعي حاجات ومتطلبات العصر لنأخذ مثلا مسرحية هاملت المبنية على نظرية المؤامرة والجريمة والمجزرة&
&البربرية من خلال حلقة دموية حيث يقتل الأب ومحاولة هاملت قتل العم أي روح الانتقام&الاحداث عبارة عن حالات نفسية، حتى لو تحول العرش الى جثث متناترة تخرج علينا الراوية تقول هاملت القديم غير موجود لكننا سنمثل دوره اليوم المخرجة صوفيا كسرت الحدث منذ البداية ،وجعلت الممثلين يدخلون من وسط القاعة ،وظهور شبح الاب بملابس عصرية،ولرتيس يحذر أخته أوفيليا من الاستماع الى هاملت وإنه لايستطيع الزواج بمن يحب،وكذلك الاب بلونيوس يحذر إبنته اوفيليا من إستقبال هاملت ورفض كل هداياه لها، هاملت سحابة سوداء ثقيلة تغطي عقله وحياته عبارة عن جحيم لايطاق، يفكر بمقتل والده وخيانة امه غرترود مع العم بع مقتل الاب، وفي كل لقاء مع اوفيليا يفكر بالموت السريع والانتحار، واللقاء يكون غريب وهو يعيش الافكار المظلمة وهو يكرر إنه يكره الحب ،ويفهم حقيقة النساء الان إنهن ضعيفات واوفيليا تستمع بألم عميق،ومشهد التمثيل أمام عمه وامه وطريقة قتل والده يشمئز الملك والملكة ويخرجا،ومشهد قتل والد اوفيليا،ينظم الملك المبارزة مابين هاملت ولرتيس شقيق أوفيليا والسيف المسموم والام تشرب الكأس المسموم، وقتل هاملت لعمه الخائن وهستيريا الموت الجماعي وتحول العرش الى جثث متناثرة في كل مكان. فريق العمل في مسرحية هاملت :المخرجة صوفيا جوبيثر،تمثيل غيرهارد هوبرستورفر والممثلة تيريزا بروناندن، آدم لوندغرين، &رازموس نيستروم ، ماركوس فوجيلي

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي ستوكهولم