ليست رواية "السنوات" سيرة ذاتية، فهي لا تستخدم صيغة "أنا" الفردية، بل صيغة "نحن" الجماعية، وتتحوّل أحيانًا إلى الشخص الثالث، حيث تظهر صاحبة الكلام كضمير الغائب "هي". إنها ثرثرة ذاكرة جماعية فرنسية بأكثر من صوت.

إيلاف من بيروت: تُعدّ آني إيرنو من أهم كتاب فرنسا المعاصرة، وهي تستمر في إذهال القراء... وهذه المرة بروايتها "السنوات" (Les Années) التي نُشرت في الأصل في عام 2008، وترجمتها أليسون ستراير بحرفية إلى اللغة الإنكليزية بعنوان The Years (منشورات فيتزكارالدو، 11 جنيهًا إسترلينيًا). وقد أدرجت الرواية في القائمة القصيرة لنيل جائزة بوكر الدولية في لعام 2019.
&
بحسب مراجعة نشرتها "غارديان"، هذه الرواية عمل يلتقط كل مظاهر نثر إيرنو، وكل توقفاتها وبداياتها، وتغيراتها في الوتيرة والنبرة، وكل ثرثرتها وصمتها.

تمتد الرواية في الإطار الزمني، من ولادة كاتبتها في عام 1940 حتى عام 2006، وتنتقل من تربيتها في الطبقة العاملة في النورماندي إلى سنواتها في تدريس الأدب الفرنسي وحياتها في ضاحية سيرجي الباريسية، وتربية ابنيها، ثم طلاقها في نهاية المطاف.&

لكن رواية "السنوات" ليست سيرة ذاتية بالمعنى المعروف؛ فهي لا تستخدم صيغة "أنا" الفردية، بل صيغة "نحن" الجماعية، وتتحّول أحيانًا إلى الشخص الثالث، حيث تظهر صاحبة الكلام كضمير الغائب "هي".&

لا تؤمن إيرنو أن مذكرات النساء تدور حول النطاق المنزلي الصغير، فهي تريد أن تثبت أن من الممكن أن تكتب شخصيًا وجماعيًا. إنها تدس قصتها في قصة جيلها، من دون الخلط بين القصتين، وتتأمل في ما تكتبه حتى في أثناء الكتابة.
&
لا تتألف رواية "السنوات" من ذكرياتها الخاصة فحسب، بل والحوادث التاريخية، وقصاصات من الثقافة الشعبية العامية، مع تركيز على التحولات الدقيقة للثقافة.&

الجميل في هذه الرواية هو أنها تتضمن كل شيء: من الحرب في الجزائر، وسارتر ودي بوفوار، وإيديت بياف، وفوندو بورغينيون، إلى بيان الحقوق المؤيد للإجهاض، والتهديد النووي، وانفجار النزعة الاستهلاكية، والبطالة، والهجرة... وصولًا إلى التقدم التقني.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن"غارديان". الأصل منشور على الرابط:
https://www.theguardian.com/books/2018/jun/22/the-years-annie-ernaux-review
&