ترجمة: عادل صالح الزبيدي
&
و. س. ميروين (1927-2019) شاعر أميركي من مواليد مدينة نيويورك؛ تلقى تعليمه في جامعة برنستون حيث درس لغات الرومانس التي جعلت منه فيما بعد مترجما بارعا للشعر اللاتيني والاسباني والفرنسي. سافر الى فرنسا واسبانيا وانكلترة ليستقر في لندن خلال الخمسينات وليعمل في الترجمة. عند عودته إلى أميركا أصدر أولى مجموعاته الشعرية بعنوان ((قناع للإله جانوس)) التي اختارها الشاعر و. هـ اودن لتفوز بجائزة جامعة ييل للشعراء الشباب عام 1952 مثنيا في مقدمته لها على براعة الشاعر الشاب الفنية واللغوية. في العقد التالي بدأ ميروين بنشر مجاميع شعرية بشكل منتظم يظهر فيها تأثير الشاعرين والاس ستيفنز وروبرت غريفز فضلا عن المدرسة الصورية وتتناول موضوعات أسطورية ورمزية متنوعة. في عام 1960 أصدر مجموعة بعنوان ((السكارى في الأتون)) يظهر فيها تغير في الموضوعات ونزوع متزايد نحو الذاتية والشخصانية فتميز شعره خلال الستينات بجرأة التجريب في الأوزان والشكل الشعري والسردية غير المباشرة وقد بين ذلك في مقال له بعنوان ((الشكل المفتوح)) عام 1969 . تعد مجموعتاه ((القمل)) 1967 و((حاملو السلالم)) 1970 (فازت هذه الأخيرة بجائزة البوليتزر) أفضل مجموعاته الشعرية وأبعدها تأثيرا. تميل مجموعاته الأخيرة إلى تناول بعض موضوعاته القديمة بأساليب جديدة وتتميز بمزيد من التكثيف الصوري والحلمية وتمجيد العالم الطبيعي. له أعمال عديدة في الشعر والنثر والترجمة وفازت أعماله بالعديد من الجوائز.

عن موضوع الشعر
إنني لا افهم العالم يا أبي.
جنب بركة الطاحونة في نهاية البستان
ثمة رجل يجثم مصغيا
الى الدولاب الذي يدور في التيار،
إلا انه ليس هناك دولاب يدور.

يجلس في نهاية آذار،&
الا انه يجلس أيضا في نهاية البستان؛&
يداه في جيوبه. ليس الرجاء&
ما هو منكب عليه، ولا الأمس
ما هو مصغ اليه. انه دولاب يدور.

حين أتكلم يا أبي،&
فالعالم هو ما يتوجب عليّ ذكره,&
انه لا يحرك قدميه ولا حتى يرفع رأسه بالقدر نفسه
خوفا من أن يشوش على الصوت الذي يسمعه
مثل ألم دونما صرخة، في المكان الذي يصغي منه.

لا اعتقد أنني مولع يا أبي&
بالطريقة التي دائما ما يهيئ نفسه فيها&
للإصغاء قبل أن يصغي.&
انها غير متكافئة يا أبي،&
مثل السبب الذي يدور به الدولاب، ولو انه ليس هناك دولاب.

أتكلم عنه يا أبي،&
لأنه هناك ويداه في جيوبه،&
عند نهاية البستان&
يصغي الى الدولاب الدائر الذي ليس هناك،&
إلا ان العالم يا أبي، هو ما لا افهمه.
&