ترجمة حسونة المصباحي

كان الكونت جياشينتو &ماريا شسيلسي(1905-1988) شاعرا وموسيقيا. في طفولته وشبابه تلقى تربية كلاسيكية صلبه، وانجذب إلى القرون الوسطى. وقد تعلم الموسيقى في روما، ثم في فيينا حيث كان تلميذا للموسيقار الكبير شونبارغ. وكان يتقن لغات عدة من بينها الفرنسية التي كتب بها قصائد كثيرة. وخلال الحرب الكونية الثانية، فارا من النازية، لجأ إلى سويسرا ليواصل العزف على البيانو، وكتابة الشعر. وبعد الحرب ، سافر إلى الشرق بحثا عن آثار الروحانيات والفلسفات القديمة. هنا أربع &قصائد له:

-1:

البحيرات الشاطئية الشاسعة للسماء

التي لازلت أتذكرها، وسأتذكرها لأمد طويل

بمذاق الدموع

تَغْمُرُ نومي

مُنْزلقة تحت قناع من ذهب

خطوط كبيرة هادئة

ظلال مُتَجَهّمَة

لقرون في السفر

&

الواحدة بعد الأخرى تبتعد

في مناطق الزمن

غريبة عن الجسد البشري

مسارات مديدة للفكر

حتى الأطراف القصيّة

لذاك الصدى الصامت

الذي يَسْتَند كله إليّ


-2:

الزمن يَتَمَدّد

بين عالمين منذ الأبد

من الفضاء من دون عدد

يَنْفُخُ وحش

في قلب ظله

ذاكرة ثقيلة

لها قوام هائل

لا تدهش سوى العشب والأطفال


-3:

بعيدة عني

الأشجار الدائرية

والسّْوْسَنُ & الكبير

والظل الأخضر

الذي ليس سوى أكذوبة


بعيد عني صخب الشمس

البَرَدُ والعاصفة المطرية


يعيد عني البحر الهائج

والنجوم التي في عمق الصمت


بعيدون عني

الرجال ذوي الفكوك الشبيهة بفكوك الضفادع

والشباب والدم.


بعيد عني الطفل المجيد

للمستقبل


بعيد عني صوت النفير

والأمل والفضاء


-4:

أمضي إلى بلاد

بلا اسم وبلا أرقام

وبلا كلمات

وبلا جمل وبلا فخاخ

عليها يهيمن الضحك الجنوني

لأحلم بموت الأحلام