تقرير: توفيق التونجي

خلال ثلاث ايام متتالية جرى الاحتفال بمهرجان الشعر الثاني في مدينة يونشوبنك السويدية. شارك في المهرجان لفيف من الشعراء من دول عدة. المشاركة العراقية والعربية الوحيدة كانت الشاعرة الدكتورة سهام جبار. الملفت للنظر المشاركة الواسعة لشعراء امريكا ألاتينية الناطقين باللغة الاسبانية. المهرجان كان تحت شعار تمجيد الشاعر السويدي (لاسا سودربري). والشاعر يعتبر من الشعراء السويديين ممن يهتم بادب الدول الاتينية وقد ترجم للعيد من الشعراء من الفرنسية والاسبانية. عمل في الصحافة مند الخمسينات حيث كان مقيما في باريس واجرى العديد من المقابلات الصحفية مع شخصيات ادبية وفنية. له العديد من الدواوين الشعرية المنشورة والتراجم ومن المشاركين في المهرجانات الادبية الدولية. يقول الشاعر في تقديم احد قصائده:&
- كنت في احدى المرات في المكسيك وصادف انذاك الاحتفال بيوم القديسة كاترين وخرجت توا الى الشارع لمشاهدة المشاركين في هذا المهرجان السنوي حيث تتنكر النسوة في لباس القديسة كاترين وهن يرقصن في الشوارع على انغام الموسيقى ألاتينية فقابلت كاترينا:
حورية في ليلة مكسيكية
ظهرت مع بعض الكلمات
انا ملكك الى الابد
لم تكن لها عينان ولا بشرة
سمعت حولى ضحكات وسباب
اما الشاعر الشيلي خوان ىكامرون فكان له صولة اخرى &وجاءت الشاعرة اسيا جبريلا من فرنسا كي تغني شعرا عن قارتها ىالسوداء وانسانه المكافح. من كوبا اتحفتنا الشاعرة اليسا ربالتا كوزمان بصوتها الرخيم وبالاسبانية شعرا يخاطب الاحاسيس الانسانية ورغم معرفتي المتواضعة باللغة الاسبانية لكني شعرت بالقشعريرة يدخل جسدي التعب. من رومانيا جاءت الشاعرة والمترجمة كابريلا افتيمية بباقة من الشعر وقد تحدث معها طويلا عن ذكرياتي في العاصمة بوخارست قبل ما يقارب الاربعة عقود حيث قدمت اطروحة الدكتوراه في عهد الدكتاتور السابق شاوسيسكو.
الجدير بالذكر ان منتج المهرجان الفنان فيكتور روخاس والقائمون على ادارة المهرجان تمكنوا من تشر الشعر في اماكن كالسجون والمصحات والمدارسوحتى الفنادق والساحات العامة. فقد انتشر الشعراء في اوصال المجتمع وهم يرتلون قصائدهم لمستمعين من نوع اخر. وربما هؤلاء ممن لا تصلهم اي اهتمام واي فعالية ثقافية في المجتمع.
من المملكة المتحدة -مقاطعة &ويلز اتحفنا الشاعر دومنيك وليامس بشعر جميل باللغة الانكليزية بمصاحبة راقصة باليه. كان للشعراء السويدين حضورا مميزا فشارك كل من يورجن ليندر و اولف اريكسون وانكيلدا تابيو بشعر جميل والشاعرة انكيلدا تنتمي للشعب السامر اللذين يعيشون في شمال السويد والنرويج وفنلندا ولهم لغته الخاصة بهم والإقليم يتمتع بالحكم الذاتي ولهم برلمانهم الخاص بهم. الشاعرة تغنت شعرا بملابسها التراثية التقليدية الجميلة.
مثلت العراق الشاعرة الدكتورة سهام جبار التي التقيت بها اليوم والشاعرة من مواليد بغداد وعملت كاستاده جامعية في الادب العربي الحديث في بغداد. وقد نشرت الشاعرة العديد من الدواوين الشعرية التي نشرت في القاهرة وترجمت الى الفرنسية والانكليزية والسويدية.
في شعرها (الى بغداد ) تقول:
أقول انك لا تعبرُ النهر مرتين
&وأنا أعبرهُ ولا أصل
&بغدادُ نائمةٌ على جنحيْ سحابة
&ليستْ تصحو ليست تمطر
أقولُ أنك لم تسرقْ نارها
&وبرومثيوس يقسّم لي النار فخاخاً
&عالمك العلوي يحدّقُ بجميلتي النائمة
&عالمي السفلي يجرّ حديدَ سلاسلها
&بينهما اعلانُ أني لست صالحاً للمرور
&لستَ صالحاً أخي السفلي
&أبوابك تحرسُها التنانين
&تفتّشُ في جيوبكَ عن سرٍّ لم تذعه
&تفتّشُ في عقلك عن جنونٍ تبتكره
&تفتّشُ في قلبكَ عن حبّ ستهربُ به
&قبل أن تُقتل
&وأنا أدمدمُ أحبكِ يا جميلة
&قبلةٌ للنائمة كي تستيقظ
&فراشةٌ على العينين لتحلم بي
&عذوقُ تمرٍ تتأرجحُ للشفاه
&انك لا تعبر النهر مرتين
&وبغدادُ
&تنتظرُ مني أن أصل.. ......

الشعراء المشاركون بريشة الرسام بيبا فينوليسس الذي يتوسط الشعراء في الصورة الثانية
&