فتشت عن ابتساماتي القديمة في مخزن اللاشعور...
وجدت واحدة لم تصدأ فحملتها الى وجهي ووضعتها فوق محياي، وأخفيت جرحي بين ضلوعي.
مشيت ثم مشيت على طريقي القاحل من زهور، وكلما امتدت بي الأرض المجدبة يخفت شيئاً من تلك الإبتسامة المستعارة من بقايا الزمن حين كانت الابتسامة مقدمة لقهقهة ضحكة، كعزف منفرد على آلة الناي قبل أن تبدأ السمفونية في الإرتقاء بأذواق المستمعين فوق نجوم الخيال بين سحائب الفرح.
بين جرحي المتخفي وابتسامتي المستعارة عهد: أن لايبوح الجرح بعذابه ولا تعترف الابتسامة بخطيئتها، وهكذا يستمر ألمي مسرحاً يشاهده الفرحون ليزدادوا فرحاً، ويشاهده الحزانى لتطيب جراحاتهم، وتظل روحي محلقة في فضائها بين جرح غائر وابتسامة ملت التكلف، ليس لها من غذاء وشراب سوى لهيب جرح وماتبقى من دموع.
الطريق القاحل.. يزداد جدبه كالنفس حين تتعرى من أفراحها، والواقفون عن يمين الطريق ويساره كالأشجار العارية من أغصان وورق، ثابتة في أماكنها وتعتقد أنها تسير كلما مر العابرون مسرعين بإتجاه القمر !
كل جرح قصي في قفص الصدر:
كيان مستقل، نبضه براكين ثائرة، ورقصته، زلازل.
وهذا الطريق المجدب سيزهر ذات يوم أناساً عاشقين ووروداً ضاحكة.
المهم: أن تخرج النفس من سجن حيرتها وتقفز الخطى فوق كل الحظوظ العاثرة !!

[email protected]
&اكتوبر ٢٠١٩ م.