أناديكم راجياً متوسّلا&
يا لحمي وعظمي وشحمي ودمي ودمعي&
يا وفرة أحزاني وشحيح فرحي&
صديقي جسَدي بما تحملهُ من عهْرٍ وطُهر &
&ايها الدفق الذي لازمني في حلِّي وترحالي
في هدأتي وهلَعي&
في سكوني وصخَبي
شبيبتي ومشيبي&
ارتخائي وانشدادي&
رفقا بشاعر تدفق حرفُهُ في جوفك&
بعد حينٍ سيكون &جسدي زفرةً ورميما&
&خواناً على مائدة الديدان&
وما تبقّى من حشاشةٍ سمجةِ الطعم&
يمتصه جوف الأرض ليكون وقودا&
تَـتلَـقّفـهُ خزانات كارتل " لوكهيد "&
أو في أنابيب بترول " شِل "
أتوسل إليك يا إلهي القدير المكين&
مناي الاّ يتقد وقود رفاتي في عجلات الحرب&
الاّ يكون ثمَـنـاً يصار الى جيوب ممتهني أوجاع المكدودين&
أرْأب أن يُحال مُتَّقداً دافئاً لصالات الروليت وأوكار الداعرين&
دعهُ يكنْ وقودا في فوانيس ذوي الظلمات&
أعرف ان المصباحَ شاحبٌ لكنه يُوضح الملمح&
هكذا أريده لا يُعمي الأبصار&
وأنت أيها الجدَث يا مَن حويتَـني حانيا مطببا&
أنقذتَـني أنا العصفور الذي بلّلهُ مطر الحياة&
بزخّاته السود العميمة&
كنتَ لي ملجأً غير حصين
عِـشّاً من أعواد المشانق&
زنزاناتٍ من حديد أجسادنا&
غير أنها أحيلتْ إلى سرفات دبابات ساحقة&
محالٌ ان تكون وهنتْ من دوس نعال السلطات&
جسدي الموشوم بالعذابات&
المعلّق مثل ثريا صدئة مظلمة&
المُمدّد كتابوتٍ لا يُبكيه حانٍ&
دعوه يُـقبرْ بلا صلاة جنازة&
يرعى طقوسها معمّم أزعر &
يصحبهُ أمير حربٍ يهللُ للشهادة&
جسَدي المُسجّى لا يلوّحُ لي تلويحة الوداع &
يا مَن حَوَيـتَـني في جوف الأرض&
إنْ لم أكنْ أصلح وقودا&
فصيّرني كومةً ضئيلة من فوسفات&
لأشبع بعض الزهور سمادا عضويا&
يخصب مياسمها ، أوراقَها&
يوسع عطرَها نشراً&
وأنتِ أيتها الأرض التي حملَـتْـني&
لم تعبئي بثقال ذنوبي&
ارتضيتِ بعواهني وشطحاتي&
مثلما استأنستِ بِنُـبلي ورباطة جأشي&
آسف على قلّة خطاياي ونتَف فورات نزقي وضعفي&
سوف أحيا في مماتي مبتهجا&
لو استنار هذا العالم هنيهةَ سلامٍ من دهان وقودي&
وأورقت الزهور ولو لمحةٍ&
ضاحكةً من حشاشة سمادي&

[email protected]