للرمادي احتمالات لا تنتهى، لا عطرٌ ينفذُ من خلف النَّوافذ، أو يعيد للرمقِ بوحه القديم، و يأتيني صوتك، يسكن الفؤاد خلسةٍ.. حيث أجدني هناك، أدارى عبثاً افتضاحي بك، و يستدير بي المدى بعيداً.. بعيداً أبدو غريبة ووحيدة.. إلا منك.
التقينا ذات حنو غامر بالشمس، وبيت بعيد يزرع الدروب بيننا أَينما كنّا معًا، شتلات ليمون، وحديقة تزهر كلما مر عليها وشيش القصيد، و تبدو أنت الأقرب من الأقرب، مثلما تختلس نسمة ندية من فرح، سكن هناك وصار القلب مرقده، حلم يرنو نحونا، يتسلق عرى الروح، برعم أخضر يسامر قلب امرأة لم تعشق سواك، تحتويك قديساً في قلبها كما لم تزهر من قبل.
همست لي ذات مرة: عارية روحك مثل الضوء، والقمر يرحل نحو سماء أخرى، حنين آخر يمشي معي موغلاً في الحلم، وكلما وجّهتُ قلبي نحوك، تبتسم حقول عمري، تلوذ بالخاصرة أغنيتي، أساطير تخبئ سراَ قمر الحكايات، نبضك المتسرّب في دمي، فرحي الفاضح بك، وتحلق فوق سماء تعرش لنا من نجومها وجهة أخرى قابلة للعناق، لأُوُلدْ ثانية من جديد، استقيم بك ولا اميل إلآ على كتفِك..
أيها الهائم في ملكوت روحك:
هذا الدفق الحنون لا يشبه إلآك..
طفل حنون، مفضوح مفضوح في قلبي،
هل قلت لك أنني أحبكَ؟
وأنك تعيث في الروح غابات سنط، رحيق وحناء وحرير، عناق يلامس القلب، افتضاح الفرح.. وأجهل كيف أخبئكَ جيداً حين تنبلج ندياً على وجهي، مثل شمس الصباح، وكل شيء يعود بي إليكَ، تفاصيل صغيرة تلملِمُ فيضها بهدوء، و أرجع أعاود نطفة الفرح تلك من بداياتها الأولى وكلما أتاني صوتك تُلازمني حالة من الدهشة، تنبت معها فواصل الوجع بتمام عذوبته لأستيقظ على حنينٍ أشدّ منَ الذي قبلَه، رعشة القلب السنجابي، كلما همَمتُ باحتوائه، تتناثر معي تلك الحكايات، و مالم أقٌله بعد، تتحوّل إلى روح تسكنني بكَ/بنا منذ ذلك الزمان.. كالضحك من القلب، ضجة الأنس بصباحات تعُج بها حقول عمرى، ملامح تشبهكَ، وإذا ما &الحنين لوّح لها تهرولُ صوبَ عينيكَ، تنادي بـِ أسمك الموسوم في القلب، نبضٌ من فرح يقودني.. حيث أنتَ و لا أحد غيركَ، هِيَ روحينا حين التقينا، ذات قمر بعيد، ونجمة يُضيئها دفئك، كما هي تلك الولادة، ليستفيق البوح، تكر مسبحة الحنين، تلازم تلك الروح المرة تلو الأخرى، عارية.. عارية تلك الروح، مثل الضوء!.
برمنجهام/2 نوفمبر 2019.