إيلاف من الرياض: غيب الموت الأديب السعودي عبد الفتاح أبو مدين وهو أديب وإعلامي وناقد سعودي، من رواد العمل المؤسسي الثقافي في السعودية، وكان رئيسًا لنادي جدة الأدبي، وأصدر جريدة (الأضواء) وهي أول جريدة تصدر في جدة خلال الحكم السعودي، وكُرّم في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث عام 2009.

وصدرت للأديب الراحل نحو 10 مؤلفات، وترجع أصوله إلى ليبيا فقد ولد في بنغازي عام 1925، لكنه نشأ و ترعرع في المدينة المنورة.

تلقى عبدالفتاح أبو مدين تعليمه الابتدائي في مدرسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة، لم يُكمل دراسته، واضطر إلى العمل ليُساعد خاله الذي تقاعد عن العمل. عاد بعد ذلك إلى جدة، لتبدأ قصة عمله مرة أخرى.

شغل منصب رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة، وشهد النادي في عهده 1980-2006 نشاطات وإسهامات ثقافية متنوعة وهي المرحلة الأهم في مسيرة هذا النادي الأدبي العريق، الذي تأسس عام 1975، وكان عبدالفتاح أبو مدين من ضمن مجلس إدارته الأولى المنتخبة.

وإليه، ينسب الفضل في صياغة سياسات النادي المرتبطة بالمجتمع وتنويع منتجاته وأدواره من إقامة محاضرات وندوات ومؤتمرات، وأعمال مطبوعة ودوريات متخصصة وترجمة.

أسهم في إصدار عدد من الدوريات الشهيرة على مستوى العالم العربي، كجذور الخاصة بنقد التراث العربي، ونوافذ الخاصة بالترجمة للأعمال الأدبية العالمية، وعلامات للنقد الثقافي والأدبي، والراوي، وعبقر.

كما أسس مجلة الرائد الثقافية، وفي عهده تم تأسيس كيان (ملتقى النص) التابع للنادي الأدبي والثقافي بجدة، وجماعة (حوار).

رأس تحرير صحيفة البلاد (صوت الحجاز) لمدة سبعة سنوات، وأسهمت سياساته في الخروج بالمؤسسة الصحافية العريقة من المديونية إلى الربحية بفائض ضخم.

كما رأس تحرير المحلق الأسبوعي لصحيفة عكاظ، وجعله ينافس العدد اليومي المدعوم مالياً.أسس مع محمد أمين يحيى صحيفة الأضواء التي دخلت في حرب مع أرامكو في عهد الملك سعود و نتيجة للحملات المكثقة اغلقت الصحيفة.

وللأديب عبدالفتاح أبو مدين 12 كتاباً، في النقد والدراسة والسيرة، أبرز تلك الكتب: «في معترك الحياة» عام 1982، «وتلك الأيام» عام 1986، «حكاية الفتى مفتاح» عام 1996، «هؤلاء عرفت» عام 2000، و»أيامي في النادي» عام 2010.

يقول الدكتور عبدالله الغذامي عنه "لأبو مدين مهارة ذهنية عالية في صناعة الأفكار وفحصها وموازنتها".

أعدت حول مسيرة الراحل العديد من الدراسات وكتبت عنه العديد من المؤلفات والمقالات.

ولقد حظي الأديب عبدالفتاح أبو مدين بعديد من التكريمات والإشادات، أهمها وأحدثها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى الذي تسلمه من يد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في دورته الـ 33.