-1
في شتاء الأحزان
أواسي نفسي بقصص حب من الزمن الجميل
وبأخرى أحرص على أن تظل طيّ الكتمان
فأنا الآن لا أبتغي شيئا سوى
أن أجنب نفسي المزيد من المتاعب والأحقاد
وأن أشرب في آخر المساء كأسي في هدوء
بعد أن أكون قد قرأت كتبا وشاهدت أفلاما
وثرثرت قليلا على الهاتف الجوال
وتمشيت على الشاطئ المقفر حيث تعزف الرياح ألحانها الغاضبة
نعم لا أبتغي شيئا
في هذا الزمن الموحش مثل مغارة يسكنها الجن
أو يحتمي بها من يخشوْن نور الحياة
نعم لا أبتغي شيئا
سوى أن ألوذ بوحدتي
وأن أتجنب كل ما يعكر صفوها
ويخدش مهابتها

-2
في الخارج عواصف الأكاذيب والخيانات
وأنت جالس مع نفسك
تشرب "الماغون"
مستمعا إلى سمفونية براهمس
نفس السمفونية التي روّضت بها ماريّا الجميلة
الحالمة بواحات الجنوب
في فندق خشبي على الحدود الفاصلة بين النمسا وايطاليا
ليلتها كانت الثلوج تتساقط بغزارة
لكن ماريّا الجميلة نست شتاء الشمال
ومعك تسللت إلى الفراش عارية &وكأنها تسبح في مياه ساخنة

-3
تنظر إلى الخارج في الأيام الأخيرة من السنة
صخب وعنف
الأفضل إذن أن تعود إلى نفسك
مثلما كنت تفعل في كل الأوقات العصيبة
قرب الوسادة كتب الأقدمين
و"المذكرات المضادة" لمالرو الذي انتهى هاذيا في محطات الميترو
و"أصابع النحات" لميلاد فايزة الضائع بين كاليفورنيا ونيويورك
وّالكتاب الأحمر" لسفيان رجب الذي يجوب العالم بالمخيلة
كل هذا يحميك من عربدة الأحزاب
ومن شياطين الدين
وأحقاد أشباه المثقفين

الحمامات
اليوم قبل الأخير من عام