نورة البدوي / مسقط
"أعمالي تعشق الحياة و الجمال و الطبيعة و الإنسان و الحرية " هكذا وصف الفوتوغرافي التونسي هادي خشارم ما يلتقطه بالكاميرا في أعماله، مضيفا أنه اختار فلسفة معينة في التقاطه للصور و علاقته بها، فلا يكفي حسب قوله الضغط على الزر و التقاط الصورة فقط، بل "أن اقتنص الزمن و المكان و الفرصة و المناسبة، و في هذه الحالة أشبه نفسي بالصياد حين يطارد فريسته لاقتناصها لتسرد الصورة حكاية متكاملة في زمن ومكان و قصة التقاطها ".
معارض جماعية دولية و محلية عديدة شارك بها فناننا حصد خلالها عدة جوائز، و تعامل فيها مع عدة فوتوغرافيين كسعيد محمد الشنفري و محمد البرعمي و سيسيل لازارو فكان في كل مرة يفتح المجال أمام عالمه الفوتوغرافي للانفتاح على تجارب جديدة.

البدايات
تحدث هادي خشارم عن اختياره لعالم التصوير الفوتوغرافي لإيلاف فقال درست بكلية الفنون الجميلة بصفاقس و اخترت عالم التصوير الفوتوغرافي، عالما كانت بداية غرامي به منذ صغري حيث كنت مغرما بالتصوير و الفن التشكيلي عموما .
و أضاف كنت مولعا بفن التصوير الفوتوغرافي حيث اذكر أني كنت استعير الكاميرا من المعهد لالتقط بعض المشاهد الطبيعية و عندما دخلت عالم تدريس الفنون استطعت حينها امتلاك كاميرا خاصة بي و انطلقت في تطوير موهبتي من خلال الملتقيات و الحلقات التكوينية، كما أن انضمامي إلى الجمعية العمانية للتصوير الفوتوغرافي طورت فيها معارفي و التقيت من خلالها بالعديد من الفنانين و تلقيت عديد المحاضرات المهمة و شاركت معها في عديد المعارض.


الصعوبات

و عن الصعوبات التي اعترضت فناننا يقول في عالم التصوير الفوتوغرافي هناك عدة صعوبات أبرزها غلاء أدوات التصوير فالكاميرا و العدسات الاحترافية باهضة الثمن ثم إن التعامل مع الناس و إقناعهم بأخذ صور لهم ليس بالأمر الهين، أما فيما يتعلق بتصوير الحياة البرية فهذا الأصعب بالنسبة إلي حيث لا يمكن إيجاد الحيوانات بسهولة و الطريق إليها صعب دائما كما أن أخذ الحيطة و الحذر واجب دائما و في كل الحالات.
و يتابع خشارم أن المصور الفوتوغرافي لا بد عليه من تحضيرات قبل البدء في العمل و ذلك حتى يتمكن من إنجاحه و إتمامه على أكمل وجه فمثلا لا بد من شحن البطاريات و تنظيف العدسات و إفراغ بطاقات الذاكرة و تجهيز الإضاءة إن تطلب الأمر ذلك.
و للعمل الفني مقومات و أساسيات كالتكوين و الضوء و الظل و اللون ... و كل هذه العوامل تتضافر في بينها بلمسة فنية خاصة من قبل المصور الفوتوغرافي ما يساهم في إخراج عمل فني متكامل حسب تعبير فناننا.

عالم المغامرة و الاكتشافات
و عن العالم الذي منحه التصوير الفوتوغرافي لهادي خشارم فيقول قد لاحظت أنه من أفضل الطرق لإبراز مظاهر الجمال حولنا و مدى عظمة الخالق سبحانه و إبداعه في خلقه انه ابداع تبرزه الكاميرا في جزئياته و تفاصيله المخفية و التي استخرجها بلغة الكاميرا.
فهذا عالم التصوير اسم على مسمى فهو عالم تعلمت فيه الكثير أهمها الصبر و المثابرة و عدم التراجع تعلمت الثقة بالنفس و المغامرة، و هذا ما يجعلني أصور حبا في الفن، أصور لإبراز ما لا تراه عين الإنسان العادية أصور لإبراز إبداع الخالق في خلقه، أصور لأن الفن لغة العالم إذا فأنا أصور للجميع و أخاطب الجميع من خلال الكاميرا.
التي جعلتني في علاقة متجددة مع الطبيعة فهي ملهم أساسي في أعمالي الفنية كما الوجوه أيضا وقع خاص بداخلي من خلال تعبيراتها و ملامحها و من هنا قد ألحق أعمالي بعناوين معينة وفقا لمواضيع محددة و لكن عديد الأعمال الأخرى أترك للمشاهد تخير العنوان المناسب وفقا لتأويلاته و تخيلاته.