ترجمة حسونة المصباحي

كان الشاعر الفرنسي بول ايلوار(1894-1952) يضع الشعر فوق كل اعتبار. وحتى عندما يدأ يبتعد عن الحركة السوريالية مقتربا من الحزب الشيوعي، وهذا جوهر اختلافه مع اندريه بروتون، عراب الحركة المذكورة، فإنه ظل وفيّا للشعر في معناه الجوهري كما هو حاله مع كبار الكلاسيكيين. وعندما غزت القوات النازية فرنسا في بداية الحرب الكونية الثانية، انضم إلى حركة المقاومة ليكتب العديد من القصائد المناهضة للفاشية. وكانت قصيدة "الحرية" من أشهر تلك القصائد. عنه كتب أحد النقاد يقول :" كل قصيدة من قصائد ايلوار تُمْسكُ بضوء ما، ضوء خالص حتى أن القصيدة تنطلق إلى القارئ من دون أن تَفْسُدَ أو تتشوّه. "الحياة الفورية"، والعلاقات الأساسية بالماء، وبالنار، وبالضوء والنباتات، والفضاء المأهول بالمرايا التي تعكس الأحلام، والتي لا تكون عائقا أبدا، وحركة سائلة من الصور بين العناصر والمعاني، تكوّنُ عالما يتجدد دوما، ويظل أمينا ووفيّا لنفسه".

ربما لن يكون هناك أيّ شيء

لا حشرةَ تطنّ

ولا ورقة ترتجف

ولا حيوان يَلْحَسُ أو يعْوي

ولا شيء ساخنا ولا شيء مُزْهرا

لا شيء متجمدا ولا شيء لامعا ولا شيء له عطر أو أريج

ولا ظلاّ لحسته زهرة الصيف

ولا شجرة ارْتدتْ فرْوًَ الثلج

ولا وجنة زيّنَتْهَا قبلة سعيدة

ولا جناح حذرا أو جسورا في الريح

ولا ركن لقطعة لحم ناعمة ولا يد تغني

ولا شيء حرا للربح أو للخسارة

ولا للتشتيت أو للتجميع

من أجل الخير أو من أجل الشر

لا ليل مسلحا للحب أو للاستراحة

ولا صوت عموديا ولا فما متأثرا

ولا نهدا سافرا ولا يدا مفتوحة

ولا بؤس ولا امتلاء

ولا شيء مُبهما ولا شيء مرئيا

ولا شيء ثقيلا ولا شيء خفيفا

ولا شيء فانيا ولا شيء أبديا