ما مرّ مساءٌ إلاّ وفتحَ شُرفتهُ لرعودٍ ماضيةٍ، كمْ نُدللّهُ !
نحتفي بهِ في ظلام الغُرف، ليمّرَ حافياً في رواقٍ نسيناهُ، رواق عجزٍ وكسور.
شيْ مثل هذا، مؤلمٌ ، وعذبٌ في خُذلانهِ.
فللأسى لونُ الذبولِ، لونٌ رماديُّ منعزلٌ حدّ البكاء.
لهُ بوحُ يبدأُ بآهةٍ، ثمّ تراكَ في عُزلةٍ مثل بوقٍ في صحراء.
ولأنّهُ الأسى، تؤمنُ بهِ ملائكةُ الأرض ويسهرُ لهُ الشُعراء
تأخذهُ العاشقةُ إلى فِراشها، ويهبطُ به متقاعدٌ إلى نفقهِ، والأسى
هبوطٌ من هُنا إلى هُناك.
*

أُرحّبُ بهِ صاعداً إلى الأوف، إلى هِزّةٍ
عندما ترى امراةً تنتظرُ على السياج بلا شموع
ذاكَ ما كنتُ أعنيه:
للوحدةِ أنوثتها.
عن الأسى وتسلّلهِ من بابٍ خفيّ ٍباب ليلٍ، سرٍّ، من أرواحَ
تتجاذبُ فيها رياحٌ وكلماتٌ ورسائلُ
حين نختلي مع ظلالنا إلى الحيرة.
*

يدنو كصوفّيٍ مشدوهٍ جميل العبارة، تابعتُ أقمارهُ في كونِ الوضوحِ، وفي خلجةٍ
يذهبُ القلبُ نحو أزاهيرها وينقسمُ
أرى ظلالاً خائفةً، وأراملَ وشموعاً في الماء
كلّها تصنعُ مشهداً لعبورِلاجئين على الضفّةِ
خائفينَ من صدمة الوصول.
*

كي تتعلّمَ الهروبَ من الشجنِ
شجنِ المنائرِ في فجرِها الضريرِ
شجنِ الأصدقاء
عندما تقعُ من أقصى طبقاتِ الروح
وترفعكَ يدٌ من شجنْ