ترجمة حسونة المصباحي

لا تقلْ هذا لأيّ أحد إلاّ لحكيم،
ذلك أن الجموع تتعجّلُ التهكّمَ:
أريد أن أمدَحَ الكائن الحيّ
الذي يَطْمَحُ إلى الموت في اللهب.

في نَضَارة ليالي الحب
حيث تلقّيتَ الحياة، وحيث مَنَحْتها،
يستبدّ بك شعور غريب
حينما يضيء المشعل الصامت.

لن تبقى محبوسا أبدا
في الظل المُعْتَم
ورغبة جديدة تجرّك
إلى عرْس أكثر سمّوا.

لا مسافة تصدّكَ
تركُضُ وأنت تطير، مفتونا،
وها أنت ، أيتها الفراشة، مُحْتَرقة.

وطالما أنت لم تدرك
ما يلي: "متْ وكنّْ"
أنت لن تكون غير ضيف غامض
على أرض مُظلمة.


*

على هذه الفروع المُزْهرة،
ألقي نظرة أيتها الحبيبة
دعيني أريك الثمار
مُحَاطَة بعقد أخضر شائك

هي تتأرجح منذ أمد طويل، ملفوفة
في الصمت ولا تعرف بعضها البعض.
الغصن الذي يتمايل بهدوء
يُهَدْهدها بصبر.

لكن بقوة داخلية، تَنَْضُجُ
النواة الداكنة وتنتفخ،
هي تريد أن تشمّ الهواء
وترى الشمس.

ثم ينفجرُ العقد، ويسقطُ ،
وينفصل فرحا،
هكذا تتهاوى أناشيدي
مُكَوّمَة على نهديك.