"رسائل فتغنشتاين" هو أحدث الكتب التي صدرت في ٢٠٢٠حول الفيلسوف الإنكليزي النمساوي المولد (لودفيغ فتغنشتاين)، الذي كان حذّر مرارًا وتكرارًا من أن أحداً لن يفهمه ولن يفهم ما هيفلسفته! لكن مؤلف الكتاب (عقيل يوسف عيدان)، الباحث الكويتي وصاحب المؤلفات العديدة فيالفلسفة وتاريخ الأفكار، يقدّمه من منظور جديد، مما يساعد على فهمه أكثر. إن عيدان في كتابهوعبر ترجمته وتحقيقه وتعليقه على نخبة من رسائل فتغنشتاين التي تُقدّم في العربية لأول مرة،عبر منشورات دار الرافدين في بيروت، يضع عمل فتغنشتاين في سياق واسع، بما يتماشى معالمسار الفكري الذي يشمل أعمال كيركجورد الفيلسوف، أو الأديبين غوته وتولستوي وغيرهم.
في حوالي مائة وخمسين صفحة، تحتوي "رسائل فتغنشتاين"، بطريقة ما على "فتغنشتاينكله"؛ أي ذكائه، حِدّته، فكاهته الجيدة، أسلوبه الغريب، ما يعجبه وما يحزنه، رغباته، منظورهالمتفوق، غضبه وشفقته، اهتماماته وقراءاته.
من هنا، يرى عقيل عيدان أنه بمجرد معرفة جوانب جديدة لفتغنشتاين، سنكتسب فهمًا أفضللصعوبة عمله وتفكيره وسلوكه أيضًا.
ولا يغيب أن فيتجنشتاين هو الشخصية الأكثر إثارة للجدل في فلسفة القرن العشرين. فهوالفيلسوف الذي يكره الفلسفة؛ والمثقف الذي يحتقر المثقفين ويشجّع الطلاب على ترك الجامعةوالقيام بعمل يدوي؛ وهو المنطقي الذي ينجذب نحو التصوف والتأمل. كما أنه المؤمن الذي رفضالدين الرسمي؛ وابن المليونير الذي رفض الميراث الضخم واستقر في كوخه المقام في نهايةالعالم.. وقائمة التناقضات التي تطغى على مؤلف أحد الأعمال الفلسفية الرئيسة في عصرنا - "رسالة منطقية فلسفية" - كبيرة جدًا، بحيث يمكنك بالفعل سرد العديد من السير الذاتية التيتتعارض مع بعضها البعض.
يذكر أن عقيل يوسف عيدان هو باحث وكاتب ومترجم كويتي، متخصص في تاريخ الفلسفة العاموالمنظومات الفكرية والعقائد السياسية وتاريخ الأفكار والتأويل وعصر الأنوار. وهو صاحبمؤلفات عدة حول تاريخ الوعي والرجال الذين يصنعونه. عضو في “جمعية فتغنشتاينالبريطانية British Wittgenstein Society”. قام بترجمة الفلاسفة فولتير، جان جاك روسو، كارلبوبر، لودفيغ فتغنشتاين، اين راند وغيرهم.