اكد وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي على ضرورة استدامة الحديث في الهوية الثقافية الأردنية، كونها هوية منجزة وناضجة وهذا ما يؤكده التاريخ الذي مر به، اضافة الى تقديم الهوية الوطنية للأجيال الجديدة وتأكيد أنها متجددة وحية إلى اليوم.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "الهوية الوطنية الأردنية وأثر الثقافة على المشاركة السياسية والإعلام" اقامها معهد الاعلام الاردني اليوم الاحد، بحضور عميد المعهد الدكتور زياد الرفاعي وطلبة ومتدربين وصحافيين.
وقال الطويسي ان لكل هوية أبعاد مرتبطة بالدولة جغرافياً وتاريخياً وسياسياً. وان السياسات العامة مرتبطة بما يسمى بالسياسات الرمزية وهي ملعب الهوية الأساسي، وتعني إبقاء الهوية حية ومتبادلة بين أفراد المجتمع.
واضاف، ان التاريخ المركزي المشكل للهوية الوطنية مؤشر قياس لقوة الدولة، حيث ان الأردن من أقدم الشواهد على الحضارة الإنسانية وانتقال البدائية للزراعية والإنتاجية موضحا ان الشواهد التاريخية للسردية الأردنية تؤكد أن الأنباط حولوا اللغة العربية من المحكية إلى المكتوبة بتطوير الحرف الآرامي، وفي علم الاتصال يتشكل ما بعد التاريخ بالكتابة والتوثيق فالأردن شهد في مدينة البترا بداية التوثيق العربي.
وقال الطويسي، ان التاريخ الأردني ضارب في القدم ويمتد عبر العصور ماراً بكافة أطياف الحضارة، الجغرافيا الأردنية كانت نعمة للحضارات ونقمة في ذات الحين بسبب التنافس الدائم عليها، مبينا ان الجغرافيا الأردنية ليست محدودة الموارد وعبر التاريخ استطاع الأردني أن يحول الندرة إلى وفرة. اذ شهدت مناطق عديدة في الاردن على التحول من البداية إلى الحضارة من الندرة إلى الوفرة، وغير الثقافة بشكل واضح وملموس.
وحول النظام السياسي الأردني، قال الطويسي ان النظام وريث الثورة العربية الكبرى ويحمل مبادئ هذه الثورة، التي شكلت فاصلاً في تاريخ المنطقة، حيث استمد الاردن من الثورة قيماً أساسية في ثقافته المركزية. مضيفا ان الدولة الأردنية الأكثر وضوحاً سياسياً وأخلاقياً، وتؤمن بالتنوع الثقافي، وتاريخها أبيض وواضح. وفي رد الطويسي على اسئلة المشاركين، قال ان الوزارة تتطلع إلى مناسبة المئوية الدولة لاستثمارها في السردية الوطنية وترسيخ الهوية، وتسعى للعمل على تطوير رؤية وطنية للثقافة مع كافة الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين.، قائلا "ان لدينا تقصير في قصتنا وسردية الأحداث الأردنية"، وعلى الدول ان تضع الهوية الثقافية المجتمعية في إطار وتحافظ عليها رسمياً وتوثقها من خلال الدراما والمسرح والرواية.
واوضح الطويسي ان الأجيال الجديدة من الشباب لها لغة وأولويات مختلفة عن السابق منها، داعيا الى استيعابها والتطور والتحديث معها، داعيا وسائل الاعلام الى التوجه إلى والإعلام الرقمي للوصول إلى الشباب ومساحاتهم، وهذا ما حاولت فيه وزارة الثقافة خلال فترة جائحة فيروس كورونا. (بترا)