١.
قلبٌ كسول يمسك بالأضواء
يقبع بلا أحلامٍ بالكون
كأن شباكاً ستسحبه من محاره
فتجمعه بالأمواج الأخيرة التي تتكسر
على باب الحياة
طرقُ السماء كماشاتُ لحظاتٍ ميتة
تتلقف
وغرابٌ كهل يعانقُ
مشمئزاً
يظل يدير نظره ويتأفف
مما حدث وما يحدث!

٢.
كنتُ أصطاده من بين الأشكال
بطوفان موسيقى من أحلامي
وبانشداهٍ يغمر قلبي
أتفرسُ في عبثه
أن يكون أو لا يكون
أن يتقافز بين الفخاخ
أو يقع
أبعادٌ لا تنتهي
لأبديةِ
كائن ضحل صغير..!

٣.

يا لهذا القلم الذي أُمسكُ
يلوّن لوحاتِ العمر الفاترة المحيطة بكل يقينٍ
ينجذب لأعمال الوجود المكفهرة
فيلوّنُ ويلوّنُ
سباتَه
ولا معرفته بنفسه
أرقامه وأعداده
كلماتِه وأسماءه
سِيرَه المقهقهةَ بصمت
وأسرارَه الخائفة بتلفّت
في الطريق تموت فيه الأفكار وحبر الروح النافد
قلمٌ ككل أمٍ تُحيي وتُميت
غارقٌ بدمِه يلوّن كل الوجود
بالأوراق!


٤.

وأنت تكسرُ ضلع الأوقات وتجثم متربصاً بالكائنة الحبيسة في المربعاتِ الفاقدة الأضلع
وأنت تحصرُ الوحدةَ بين الزوايا وتجدّد أفقَ الانكسار والفقد وهي لا تفعلُ غير أن تبكي وترمي مناديلَ الدموع في الفراغات المتبقيةِ من جدران بيتها
تظلُ تبكي وأنتَ تقذف الحجارة على الخيال
قبرٌ كبير قد تراكم في الفضاء
لوحدةٍ مختبئة بين الجموع!


٥.
لا أراك
وأنا أحمل عصا الطريق وأرحل
لا حنين لخطواتي ولا نهايات
كل تلك الوحشة التي شعر بها قلبي كانت لجنودِك ومفقوديك والهائمين والقتلى وأنت تكبر كبالون
تنتفخ سمكةً ميتةً ستتبقى في الأفواهِ ببطء ليفقد المرءُ نفسَه
لا أراك الا محمولاً في أعلام
مخمشَ الوجهِ بثاراتك وممزقَ الجيوبِ بسيفك
لا أراك !