برلين: أعلن متحف في برلين الجمعة عزمه إعادة رفات عائدة لسكان أصليين قدماء في أستراليا إلى موطنها الأصلي، في ظل المطالبات الموجهة لمؤسسات عدة بإجراء مراجعة نقدية لمجموعاتها.

وينوي متحف الأعراق البشرية في العاصمة الألمانية إعادة جثمانين محنطين عائدين لطفلين إضافة إلى عظام بشرية داخل نعش خشبي، في إطار التزامات بشأن معالجة البقايا البشرية.

وقال مدير المتحف لارس كريستيان كوخ في بيان إن "عودة هذه البقايا القديمة التزام رسمي. نحن سعداء لتمكننا من القيام بهذه الخطوة في سبيل رفع الظلم التاريخي الذي أوصلها إلى برلين".

ويأتي هذا القرار إثر إرسال المتحف عينه الأسبوع الماضي إلى نيوزيلندا رأسين محنطتين لرجلين من أصحاب الأوشام من قبائل الماوري.

وكانت القطع العائدة للسكان الأصليين موجودة ضمن مجموعات المتحف منذ سنة 1880، في حقبة كانت البقايا العائدة للسكان الأستراليين الأصليين تُسحب أو تُنبش أحيانا لنقلها إلى جامعات أو ضمها لمجموعات في أستراليا وحول العالم.

ويندرج القرار الصادر عن المتحف الألماني في سياق مراجعة عميقة في ظل المشكلات الأخلاقية التي تواجهها المتاحف الأوروبية والأميركية بفعل حفظ أو عرض قطع استحصلت هذه المؤسسات عليها عن طريق النهب أو الاستيلاء.

وقد ازدادت في السنوات الأخيرة الدعوات لإعادة رخاميات البارثينون من المتحف البريطاني (بريتش ميوزيم) إلى اليونان أو تمثال نفرتيتي من متحف برلين الجديد إلى مصر.

وفي شباط/فبراير، طلبت الحكومة الأسترالية استرجاع هذه البقايا للسكان الأصليين من برلين.

وتعتمد أستراليا منذ 2011 سياسة تدعم السكان الأصليين في استعادة بقايا أسلافهم الموجودة في الخارج.

وقد عاش السكان الأصليون في أستراليا منذ 50 ألف عام، غير أن وصول المستوطنين قبل قرنين إلى البلاد جرّدهم من أراضيهم.