أحياناً
تنتظركِ سحابةٌ ، كتابٌ، وعلبةُ دخان
في زُقاقٍ ملغومٍ بصخب التلاميذِ ، أو في المرسى المُطّلِ على دجلةَ
مع كعب بن زهير.
الكحولُ والحُبُّ والشعرُ ثلاثيةُ حياتنا
عندما تكونينَ جواري
لأنّ الحراّسَ يقفونَ ببنادق مصوّبةٍ
كما في تراجيديا بدويةٍ، أو نوبةَ صيدٍ
يُقتلُ فيها غزالٌ غريرُ العينِ مكحولُ
هكذا
ينثرُ قديّسونَ وملائكةٌ، بهاراً حلواً من الفتنةِ
لشُرفةٍ مُطّلةٍ على قلبي.
والوردُ يُخفي عطرهُ في بساتين سودٍ نُغرمُ بها.
هكذا
أنتِ هكذا
مثل الحُبِّ عندما وداعاً.
*
في المقهى
تهربُ أرانبُ عينيكِ من دخانِ المُثرثرينَ
وتهدلُ حماماتُ السطوحِ العاريةِ لابتسامتكِ
كمن يكشفُ سِّراً في ليلهِ
مع أُغنيةٍ مبللّةٍ لقاربٍ يرقصُ الفالس
أعني
عاشقٌ ينادي: مرحى للنوافذِ المُضاءةِ
وغُرفِ الليل.
هي هكذا
الشِعرُ هكذا
مثل الحُبّ عندما وداعاً.

*
تسرقينَ خزائنَ الوشايةِ
وتفضحينَ قادةَ العتمةِ
أمّا فجرُكِ
فهو الأغنى بثمارِهِ وأغصانهِ
وصراحةِ جسورهِ
حينَ تحينُ ظلالُ البَرَكةِ
وعُتمتها.
أنتِ هكذا
هكذا
مثل الحُبّ عندما وداعاً.


أكتوبر 2020
مالمو.