تقدم رواية الحدس لنور الدين شبيطة خيالًا علميًّا موجهًا للكبار واليافعين على حد سواء. وتدور أحداث الرواية التي صدرت حديثا عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان، في 159 صفحة من القطع المتوسط، في بلد عربي، بينما تجري وقائعها في عام 2094. وتتلخص فكرة الرواية، التي اختارت لغلافها لوحة من اعمال الكاتب نفسه، في أسرة تحاول العودة للماضي، فتنفتح أبواب عالم الرؤى والأحلام أمام بطل الرواية "أرود"، وتقوده إلى المستقبل والذكاء الاصطناعي .
يتساءل شبيطة على لسان بطله في بداية الرواية، التي امتلأت صفحاتها بتلك المساحات التي يختلط فيها الحلم بالواقع فلا يمكن التفريق بينهما،: "كيف نتأكّد أنّ ما نسمّيه عالم الواقع ليس حلمًا متصلًا نعيشه كلما خرجنا من العالم الذي نسمّيه عالم الأحلام؟،" مضيفا" رغم أني استطعت، عبر الأحداث الغريبة التي مرّت بي، أن أصل إلى طريقة أميّز بها الحلم عن الواقع، الأمر ليس سهلا كما يظنّ الإنسان أثناءَ يقظته".
الرواية التي تأخذ قارئها إلى المستقبل، حفلت بإشارات وتوقّعات عديدة عن شكل العالم بعد عشرات السنين، إذ تسيطر الآلات والتكنولوجيا على كل شيء، حتى على الوعي والمشاعر، غير أن الرهان يبقى دائمًا على الإنسان وغريزته وعواطفه وما قد يتبقّى من خير في داخله.
وقدمت الرواية كذلك شبكة دقيقة من الأفكار الفلسفية والمقولات الاجتماعية بشقيها العلمي والشعبي، والحقائق العلمية سواء تلك المغلقة أو المفتوحة.
وكان لشخصياتها أكثر من بعد رمزي، وتعددت فيها الحبكات وتلاحقت ضمن إطار سردي رشيق ومترابط.
ونور الدين شبيطة شاعر ودارس للفن، وله أبحاث عدّة في قطاعات مختلفة، وقام بتأسيس عدد من المبادرات التي تُعنى بالفن والكتابة، كما أسهم بولادة مبادرات مجتمعية أخرى