بينَ جسورِ النثرِ،
وأنهارِ الشعرِ
تُنادينا أشرعةٌ،
تَأخذُنا نحو بحارٍ من كلماتْ
تتركنا نختارْ
ما قد يتألقُ بالنثرِ،
و ما قد يتموسقُ بالأشعارْ
حين وصلنا بَحْرَ حروفٍ بيضاءْ
وكلماتٍ خضراءْ
اصطفَ الشعراءْ
تَحْجِبُ كلٌّ منهم طاقيةٌ للإخفاءْ
ما كانت عندي طاقيةٌ تُخْفيني
جاءتني أمواجٌ، قالت لي:
أجدادُكَ كانوا
يتلقّون الشّعرَ من الجنّ
بوادي عبقرْ*
فلماذا جئتَ هنا؟
ولماذا ما رُحْتَ هناكْ
هربتْ بي أقدامي
لا بحرَ ولا وادي عبقرَ
خلفي و أمامي
شيطانُ الشّعرِ أتاني
يهمِسُ في آذاني
الشّعر الحقُّ متى ما شاءْ
يفتحُ أبواباً مشرعةً للشِّعراءْ
1/5/2020

* وادي عبقر هو وادٍ سحيق كان يقع في الجزيرة العربية، وتقول الأسطورة أن شعراء الجن كانوا يسكنونه، وأن من أمسى ليلة فيه يجيئه أحدهم ليلقنه الشعر، وإن كلَّ شاعرٍ من شعراء ما قبل الإسلام كان له قرينٌ من هذا الوادي يلقّنه الشعر.

ملبورن