أشتاق للسفر مني إليَّ

فأنا منذ زمن طويل لا أعرف شيئاً عني

بعد أن فقدت الاتصال بيني وبيني ،

وكلما سألت عني لا أحد يجيبني .

أحتاج أن أغوص في أعماقي ،فلربما كنت هناك غارقاً في وحل نفسي ،

أو لعلني أمارس غرس نفسي من جديد،

بعد أن وجدتني هائماً على أوجاعي .

أحتاج أن أعود من مرايا الناس إليّ..

مللت رؤية وجهي في المرايا الكاذبة ،

وكلما أطلت البقاء في المرايا طالت غربة نفسي عني .. فأعيش جسداً يبحث عن روحه بين المرايا .. والمرايا ، وكلما انكسرتْ مرآةٌ تحتضن صورتي .. تناثرت أشلاء الصورة وبقيتُ مرآة خاوية منالصور .

أعود أبحث عن صورتي .. فلا أجدني ولا أجد صورتي ولا أجد المرايا التي تختزن في ذاكرتهاصورة لذاتي .

ثم يعود الشوق ، أثيراً يحاول لملمة ماتبقى من صوري في المرايا المتكسرة كي يعيد خلق نفسيمن جديد .. فلا يجدني سوى أثر دمعة في عين حبيبة تختفي خلف سنوات هيام ..

أو بقايا جنون كان أسبق من الزمن

وأسعد من ثمالة الفرح ..

أو رماد فكر احترق بفعل نار هشيم لسياج أحاط بعقلي ليمنعه كيلا يفكر .

يجوب الأثير فضاء ذكرياتي ..

يغوص في أعماق الصور ،

ليكشف هول المفاجأة :

أنني كنت في كل صورة من صور تلك الذكريات :

كياناً مفعم بالحياة ... شكلت بذكريات صوري ؛ كوناً مسكوناً بالفرح والجنون والوجع !

نوفمبر ٢٠٢٠ م .