مانيلا : تدفق مئات آلاف المصلين الكاثوليك السبت إلى كنيسة في مانيلا أملا في رؤية تمثال للمسيح تُنسب إليه قدرات عجائبية، رغم القيود المفروضة لمكافحة جائحة كوفيد-19.

وتجاهل المشاركون نداءات السلطات بملازمة المنزل وتجمعوا على طول الجادة المؤدية إلى كنيسة كيابو في مانيلا حيث أقيم 15 قداسا منذ الفجر لمناسبة عيد "الناصري الأسود"، وهو تمثال للمسيح يحمل الصليب محفوظ في الكنيسة التي تحمل الاسم عينه.

وقد اصطف المصلون واضعين كمامات للدخول إلى الكنيسة أو تابعوا من الباحة الرسائل التي بثتها شاشات عملاقة في الخارج.

وغاب هذه السنة مشهد الفوضى الذي يرافق عادة احتشاد المصلين خلال هذه المسيرات التي تستقطب سنويا مئات الآلاف من الكاثوليك الذين يشكلون 80 % من سكان البلاد، ويسعى المشاركون إلى لمس التمثال إيمانا منهم بقدرته على شفاء المرضى.

وكان هذا التمثال المصنوع بحجم إنسان بالغ قد أُدخل الفيليبين في مطلع القرن السابع عشر خلال حقبة الاستعمار الإسباني.

وتشير الروايات المتداولة إلى أن التمثال اسودّ بفعل الدخان المنبعث جراء حريق على السفينة التي كان منقولا عليها من المكسيك.

وهو يجوب في العادة الشوارع المكتظة في مانيلا، غير أن السلطات فضّلت هذا العام إلغاء هذه المسيرة بسبب الجائحة، للمرة الأولى منذ عقود.

واضطر المصلون هذه المرة إلى الاكتفاء بمعاينة التمثال من دون اللمس تفاديا لتفشي العدوى.

وقال جورج أريفالو (32 عاما) بعد مشاركته في القداس الذي حُصر عدد الحاضرين فيه بـ400 شخص احتراماً لقواعد التباعد الجسدي "أنا سعيد للغاية بما أراه الآن".

وأشار أريفالو إلى أنه لمس التمثال للمرة الأولى في 2017، مؤكداً أن هذه الخطوة سمحت لزوجته التي تعاني داء الصرع بإنجاب طفل بصحة كاملة من دون أي مشكلات.

ونُشر آلاف الشرطيين لضمان التزام قواعد التباعد الجسدي. وقال قائد شرطة مانيلا الجنرال ليو فرانسيسكو إن مئات آلاف الأشخاص تدفقوا إلى الموقع حتى ساعات بعد ظهر السبت.