(1)

كُلُّ داخِلٍ في كُلِّ رُوح

بحرٌ مُمَوَّج

(2)

كُلُّ غرقٍ في كُلِّ رُوح

نجاةٌ لروحٍ أخرى

(3)

كغوصٍ

أنبلجُ فيَّ عِتمةٍ

والرُّوحُ تُغني ما للآهاتِ فيَّ عليَّ

(4)

كُلُّ تنهيدةٍ

حياةُ صمتٍ برُوحٍ ترتعش

صدى الصمتِ رعشاتُ رُوح

(5)

كُلُّ وراءٍ

مرآةُ أمامٍ لداخلِ الرُّوح

(6)

حينَ وجعٍ

كُلُّ بوحٍ ثرثرةُ صمتٍ للصمتِ

وأنا

صوتُ كُلِّ صمتٍ باحثٍ عن نجاة

(7)

لم تُسعفْنا الحياةُ لننضُجَ كعُمرٍ

لم يكتمل البوحُ ليُغازل الصمت

هكذا أحفرُ الغيبَ لأنْبَع

(8)

أنا كلماتي

كلماتي هي أنا

كلاهما أنا في الموتِ لأحيّا

(9)

الكتابةُ شمعة

رُوحي خيطُها

تترَّمدُ لتنبعثَ شعراً

(10)

في كُلِّ رُوح قياماتٌ ببوقِ حَشرٍ لكُلِّ الأضداد

(11)

الرُّوحُ:

متاهةُ وجودِها

لا مكان هي فيها

لا زمان لها عنها

لا جهات تَحِدُّ عراءَها

حسبُها ذاتُها تبحثُ عن ذاتِها

(12)

إمّا خلودٌ

وإمّا عَدَمٌ

لا وقتَ يحدُّ الحُبّ

(13)

يا ابنةَ قلبي

نومُكِ ثقيلٌ

وروحي راجِفةً تنتظر

(14)

رُوحي مِحرابُ كُلِّ صلاةٍ للوجع

(15)

مُنتَفِخَةً تحمِلُني رُوحي

كجُرحٍ قيِّحٍ بالموت

(16)

مسائي سكران

في صحةِ الحُبِّ

بكأس الحُبِّ

وترنُحِ الخوفِ

يُقلِّقُ مسائي الليلَ في قدومِه بغفلةٍ عن الريح

من على مرمى الهذيان

يتوقُ مسائيِّ إليَّ

أنا المنفيُّ في ذاتِه بالصمتِ عن ذاتِهِ

على صهوةُ الليل

يُدَرِّسُني الصمت

ولِساني ثرثرةُ الأحرُفِ على البياض.