١ -

طرقتُ الابوابَ باباً تلو باب
ابحثُ عمن غاب
فلا صوتٌ اتاني
ولا طرقةٌ خفيفةٌ
ولا حتى شبحُ جواب
توالت غيومُ الظنِ
تهمسُ بحفيفٍ مريبٍ
قد هامَ على وجههِ
يبحثُ عن طيف المعاناةِ
سألتُ ساعي البريد باستحياء
هل من همسةٍ أو اهاتٍ
ممن يسكنُ أبعدُ من بُعد المسافات
لقد قال سيعودُ يوماً
حتى تعبتْ المحطات
وجاءَ القطار الصغيرُ
هرِعتُ مستبشرةً
فكلُ الاماكنِ تتأوهُ
من فراغِ المشاعرِ
ولا حتى ترابَ الممراتِ
وبحثتُ في الارصفةِ
عن أملٍ محتضرٍ يقولُ ان يعودَ
هيهات هيهات
وشبح مشاعري قد ذابت
خجلاً من الأوهام


٢-

وضاعت رسالتي من
رعونةِ ساعي البريد
فقلبتُ الرسائلَ عسى ان اسمع
دقاتُ القلبِ
والاشتياق والذكريات
وعطر المكان
والدمعةُ القابعة في مأقي
العيون
وحقيبتهُ خاويةٌ تلعبُ بها الريحُ
بين ممرات قصص
الصيف والخريف
وربيع العذارى المربوطَ
بيأس الانتظار
وامنياتٌ تحتضِرُ تبحثُ
عن الوجوه المغيبة من سنون
حقيبته لا تعرف قيود الزمان
كم كنت احلم ان استنشق
من خطوط راحتها
كل الامان
وضحك ساعي البريد وهمسَ
حقيبتي لا تستوعب رسائلاً
تملئ بتأوهاتها وذكرياتها
قعرَ بركان

٣-

جئت إليكم ابحث عن نفسي
فلم اجد فيكم
ولا بينكم
بقايا نفسي
شتاتُ احلامٍ تلاحقني
ازقةُ طفولتي
مدرستي
ظفائرى تراقصها ألحان
مراهقتي
ريحٌ دافئة تلفني
تحتضني
تسألُ
..كيف حالكَ يا وجعي المستديم؟
أُناديكَ بالصمت المستكين
دمعةٌ هادئةٌ تجري
من مجرى العيون
دفئٌ يدغدغ مفاصلي عندما
اهمس باسمك
لئلا يسمعني اللئيم