ريغا : يهدد خطر الإقفال متحفاً خاصاً في لاتفيا يملكه مهندس طيران سابق ويعرض فيه عشرات الطائرات العائدة إلى حقبة الاتحاد السوفياتي، جمعها على مدى نصف قرن.

فهذا المتحف الذي كان يجتذب آلاف الزوار شهرياً قبل الجائحة، سيضطر إلى الانتقال من موقعه الحالي في نهاية الشهر الجاري لإفساح المجال لتوسيع مطار ريغا، وفق ما قال صاحبه فيكتور تالباس لوكالة فرانس برس.

وقال تالباس الأوكراني المولد والذي خدم في أسطول البحر الأسود خلال الحقبة السوفياتية قبل انتقاله إلى لاتفيا "يجب أن أنقل متحفي وإلا سأواجه تدميره".

وأوضح الرجل البالغ 82 عاماً وهو ينظر إلى الطائرات الصدئة التي كانت في عداد الأسطولين العسكري والمدني للاتحاد السوفياتي، أنه بادر إلى جمع هذه المجموعة "لمصلحة المجتمع" وليس لمصلحته الشخصية.

وأضاف تالباس "ليس لدي مكان آخر أذهب إليه". وكان مهندس الطيران الذي عمل أيضاً لسنوات في شركة الطيران السوفياتية "إيروفلوت" جهد لتوسيع مجموعته بعد تقاعده، من خلال تبرعات ومشتريات وتبادلات.

وتعود معظم الطائرات إلى حقبة الحرب الباردة، وبينها مثلاً طائرة مقاتلة من طراز "ميغ 21" ومروحية قتالية من طراز "مي 6" وطائرة تدريب "توبوليف تو-22 إم1".

كذلك، تحتوي المجموعة على صواريخ روسية مضادة للطائرات معطلة وطائرات مدنية بولندية وتشيكية وأوكرانية بالإضافة إلى بقايا طائرات الحرب العالمية الثانية مثل مقاتلات "مسرشميت" الألمانية.

وبين المعروضات أيضاً شفرة مروحية يعود تاريخها إلى العام 1927 تشكّل نموذجاً عن صناعة الطائرات في لاتفيا التي لم تنجُ من الحرب العالمية الثانية.

وتجثم الطائرات على أرض تابعة للمطار خصصها مشروع توسيعه لإنشاء حظيرة جديدة للطائرات وبرج مراقبة.

ومن فوق سور المتحف، يمكن رؤية طائرات الركاب والشحن المعاصرة التابعة لشركة الطيران اللاتفية "إير بالتيك".

وعانى المتحف انخفاضاً في عدد الزوار بسبب الوباء، لكن تالباس لاحظ أن الناس بدأوا يعودون لأن تدابير احتواء الجائحة باتت تسمح بزيارة المرافق القائمة في الهواء الطلق.

وأعلنت الناطقة باسم المطار لورا كولاكوفا لإذاعة "لاتفياس 1" أن إدارة المطار عرضت نقل المجموعة إلى قسم آخر من حرمه.

لكن تالباس لا يزال يرفض لأن الوصول إلى الموقع المقترح لن يكون متاحاً إلا عبر مدرج المطار وليس من الطريق العام، ما يحول دون تمكّن السياح من زيارة متحفه، وفق ما شرح.

وأفاد المهندس بأنه تلقى عروضاً لاستضافة المتحف، لكنّ كلفة نقل المعروضات ستصل إلى 200 ألف يورو على الأقل (238 ألف دولار) نظراً إلى أن الطائرات غير صالحة للطيران، وهو مبلغ لا يملكه المتحف، على قوله.