كان يا ما كان
في ذلك الزمان
لقد كانَ حبٌ ترقصُ لهُ الاغصان
وتغردُ له الطيورُ جميعها والغزلان
كانت هناك قصةً عبرَ التاريخِ و الازمان
غزلت أشواقها بينَ الغيومِ والعواصفِ
وكل ما هو مُختَبَئٌ سوف يُبان
قصص أجناسٍ وحب إنسان
جلستُ اكتبُ عنهُ بكلَّ ما يدورُ في البال
فغاب التفكيرُ وأحتلَّ التوهان
تعاريجُ الزمان
تلاطمتْ تحركاتُ راحتي
وحاولتُ إمساكها
وتلاطمت ذراتُ ترابَ وجودي
فحاولتُ تهدئتها
وتلاطمت مخزوناتُ حياتي
فحاولتُ تنظيمها
وزحفت براحتي لأتحسسَ نوعها
حلزونية فريدة لى تخطيطها
فحاولتُ ان أُجَدْوِلَهُا
لكن العرَّافةَ قالت
لقد انتهى الوقتُ
وحان التغيرُ والترحالُ
غيَّري بُنيتي فاسمحي لي
ان افتح المَندَّل والكلُّ سييان
فأنا خبيرةٌ ولكنَ الحيرةَ والالم
تُحذِرُني منذ سالفَ العصرِ والأوان
من طولِ شكواك
واكثر ما يقلقني من تنهداتكِ
النقصُ في الإحساس
لأنتِ لستُ راضيةً عن ملكةَ الجان
عن جميع الخطوط بكل انحنأتها
كوني كألاف النساء
تجلسُ ساعاتٍ للتأملِ والعتاب
وتتنفسُ مساماتها من الخيال المضطرب
وصرختْ بي العرافةُ شاحِبةً كالزلزال
يُرعِبُني كعواصف الموجِ قلِقَةً من الأنتظار
فأعتذرتْ بعدِ الهيجان وضَحِكَتْ
" ستجدينَ ضالَتُكِ مسجوناً
في قصر تلفهُ جنيتان
واحدةً للدلعِ
والثانيةَ لجمعِ نفحات البخورِ
والعنبرِ والعطور
فاتركي بحثكِ الان
فلقد اصبح من سحرِ كانَ يا ما كان

مونتريال