عيني مسمرةً كلَّ صباحٍ
على ساعي البريد
عسى ولعلَ أن يحمل لي
خبراً سعيد
تسلمتُ قبلَ كمٍ من السنين
بطاقةً تحملُ
كلَّ الحبِ والحنين
قالَ لي فيها
أنتي أملي ومستقبلي
وكل أفراحي القادماتِ
واللاحقاتِ
وما فات من العمر
حفظتُ كلماتهُ غيباً وصُماً
قلتُ لصديقتي الحنونً
هل تعرفين العشقَ
هل تفهمين العزف
على الوتر الحزين؟!!
كتبَ لي ذاتَ يومٍ
قبلَ حفنةٍ من السنين
أنكِ يا غاليتي
منيةَ قلبي وودادي
بحبكي معشوقتي
تزدهرُ الدنيا
وتصبحُ الحياةُ زهرةً
وقنديلا
فإنني يا زمردي
تعادلينَ كلَّ الأغاني
كلَّ همساتِ الجنونِ
وكل ما نُقِشَ على الحجر
أنتي حبيبتي
تعادلينَ الفَ امراءةٍ رايتُ
وألفٌ اخرى التقيت
انتي يا امراءةً خرجت
من قلبيَّ المتعبِ الأجوفِ
من قهرِ السنين
وعشقتُ وبالغتُ في العشقِ
فمثلكِ صعبٌ ان يُخلقً
مرتين
قالّ لي قبلَ نيفٍ مِنَ السنين
انتي يا حبيبتي
منقوشةٌ على جبهتي
هل تذكرين ؟
أغنيتي رددتُها
لحنتُها
غنيتُها لكِ حمامتي
كعاشقٍ
كملكٍ
كسلطانٍ
لكل مكان
وفي كل زمانٍ
اترقبُ ساعي البريد كلَّ لحظةٍ
وبكل عثراتِ عقارِبَ ساعتي
عسى ولعلَّ ان يحملَ لي
ورقة ًتفوحُ عطراً
سحابةً ماطرةً تمحي
كلَّ أتعابَ ذاكرتي
واحلامي المنسية
اقولها صديقتي هذه
أخرُ الأماني السحرية
سأعملُ نفسي بعيداً
واحرقُ كلماتي على
سجادةِ امنياتي الملغيةَ
سأُرَتِبُ كلَّ الاحزانِ والكآبةِ
في ملفاتٍ صامتةٍ
في زجاجةٍ قرمزيةً
كي لا افكرَ إن ذهبتُ أنا يميناً
وأن إختفيتي أنتي يساراً

مونتريال