بــغـداد دمْــعــةُ أيـامي ولوعتُــهـــا
وفي ثراها أرى الحلاّج قد صُلـبـــا
دموعُ يعـقوبَ تجري في مرابعنـــا
دماءُ يــوسفَ ما كانــت دماً كذبـــا
يا خمرة الرَّوْح والريحان تُسكرني
فأنهلُ الــزِّقَّ حـتى ألعقَ الحــبــبــا
تشدو المقاماتُ فــي أفيائِــنا نغَمـــا
كـرْداً ، بياتاً ، نهاونْدا ، وثم صَبــا
أكاد أربأُ من قــولٍ حــوى سفَـهـــا
يقضي بأنّ الدنى تأتــي لمن غلبَــا
وفــي السماواتِ أذكارٌ وأدعِــيَـــةٌ
تقول لي إنــما الدنيا لِمن وهَـــبَـــا
تجاوزتْـــنـا دعـــاةٌ كان جُــلُهُــــمُ
لا يعرفُ الشعْرَ مجْتثّاً ولاخَبَــبَــا
لكنما السعْــدُ لا يَـبْــقى إلى أمَــــدٍ
فــفي الحنايـا بكاءٌ لامسَ الطرَبَــا
وفي الجـوانِــحِ قـلبٌ هَــدّهُ ظمَـــأٌ
لا يرتضي الماء إلاّ زمزماً عذِبـا
وفي المنافي حبـيبٌ أنَّ مـبــتعِــداً
وترقص الروحُ جذلى كلما قربــا
كـأنـنــا فــي رحـيْــل دائِــمٍ أبَـــدا
يبقى فـتانا يعــيش العمر مغتربــا
لا مستــقَـر له فـي أرضه وطَــرا
يضيع كالتائـهِ الولهان مضطربـا
يا لَلأعاصير تعرونا وترعــدنــا
وتأخـذ الصبرَ منّــا غِــيلةً نهَـبَــا
تؤرجح الريحُ أحلامي وتحملنـي
إلى الطفولةِ أُملي سُـوحَها لعِــبَــا
وتستـبيحُ هــزيعَ العـمْـرِ، آخــرَهُ
تذيقني الشهْدَ والأطيابَ والرطَبا
لكنها الريـحُ مهوى حُـبِّها قَــلِــقٌ
ترى رضاءً وحيناً تلمحُ الغضبا

[email protected]