نص وتصوير منير العبيدي

الغيومُ التي
أسرفتْ في العطاء
لملمتْ أذيالَها ومشتْ
تركتْ على الارضِ،
عند منعرجِ الطريق
كِسَراً من مرايا

في كسيرِ المرايا على الأرضِ:
السماءُ شاهدتْ مفتونةً زرقتَها،
الأشجارُ سرّحتْ شعرَها،
النحلةُ تأملتْ باندهاشٍ صِغَرها،
اللازوردُ تموّجْ
عندَ العبورِ الأنيقِ للشَقِراق،
الا الصقور
مرَّتْ عابرة
طاويةً المسافاتِ
غيرَ معنيةٍ بأن ترى.

حينَ سارَ الصيادون
الذين في البيوتِ مرايا،
وعلى الأكتاف بنادقْ
في طرقات الغابة،
لم يحفلوا بالمرايا الملقيةِ في الطرقات
ولا بصورِ المندهشين بها،
خاضوا فيها بأقدامهم.

اضطربتِ الصورْ،
متعاقبةً تتابعتْ دوائرُ الماء
طاردةً صورةَ النحلةِ من حدودِ المرايا
مُعكرةً زرقةُ السماءُ
ولازوردَ الشقراق،
وبالوحل المُثار،
رمادياً بدا الشجرُ، أشعث.

كانت الصقورُ قد غادرتْ بعيدا
باحثةً مثلَ الانسانِ عن طريدةٍ جديدة

برلين ١١ تموز ٢٠٢١