إلى بيروت
مدينة المدن كانت وجهتنا
بماذا نناديك الآنَ
بالعروس المذبوحة
أم بمن لم يُتلى عليها لا الأنجيل ولا القُرآنا

كنت مثالاً للمحبةِ أُمنيةً
في زمنٍ لا وجود فيه للأماني مكانا
كنت بيتاً لنا ضد التخلف، التعسف، التوحش
فبماذا نُشارك آلامك؟
وكيف نداوي جروحك؟
ونحن فقدنا عند ذبحك
ماكان يسمى قبلاً وجدانا

احببناك لجمالك وسحرك
وحُبكِ للحياة
وتجردك من الذين إغتصبوا براءتك ظلماً وعدوانا

زرتك وأنا تائهةٌ حائرة
بين ما كان يمتلكني من آثار ماضٍ مدمر
وما كنت أتمناه من عفوٍ ومن صفوٍ
ومن كُل مايجعل الانسانُ إنسانا

أُبكيكَ يا قلباً
غمرتنا بِحبك ونبلك
واحتويتنا وأخذتنا حبيباً لك
بالرغم من كل ما قيل لك عننا من كذبٍ
واعتبرتهُ افتراءاً وبُهتانا
سلامٌ لكَ وعليك
يا بيروت الحبيبة
يا وردة الشرق
حُزني عليك كحُزني على وطني
وطنٌ قُدِمَت مِن قِبل أصحاب كهوف الجهل والتخلف
لِقومٍ قاموا بقتلنا معاً
تحت راية الرب والجهاد
من اختراع جبان كان او جلاد
كأننا في التمرد إخوانا

سلام لك
قلبناً معك يا بيروت
يا أجمل من كل رثاءٍ
ومن كل دُعاءٍ
وأجمل من كُل ما قيل من الكلمات