أهرب مني الي

فلا احتويني

وابحث عني فيَّ

فلا اجدني

أعد خطوات أنفاسي الراكضة نحوي

فاذا هي تتجاوز آلاف الأميال باتجاهي ولا تسكن رئتي

وكلما قاربت المسافة أن تصل اليَّ يبتعد الزمن عن مكاني وتختفي ملامح وجودي .. فأعود من جديد الى عدمي كي أجدني هناك قبل أن أكون .

هكذا تتكرر محاولة القبض على نفسي بين الوجود والعدم ..

تكون عدماً كلما شعرت بالوجود

وتكون وجوداً كلما سكنت العدم

فلا الوجود أحياها

ولا العدم أماتها

حتى غدا الموت حياتها

والحياة موتها

وما الشعور بين الحياة والموت الا فاصل زمني لبرزخ يفصل بين مكانين لعالم آخر لايموت ولا يحيا ..

وهكذا تكون الأناذاتاً .. تنصهر في فراغ من كون آخرله أبعاد بلا زمان أو مكان .. يسبح في كينونة الذات ليخلق عدماً آخر ليس له وجود .. لكنه موجود بفعل الفراغ الذي تكوَّنبفعل اللازمن في مكانه اللاموجود .