لا تجعل ذلك الحلم الذي تحمله كبيراً يحولك إلى قزم يتعجب منه كل من عرفه عن قرب، فالأحلام قد تتغير بتغير الموارد والظروف والفرص، لكن الأخلاق تظل هي الجذور التي يضربها المرء بالأرض ليبقى ثابتاً أمام المغريات وفي المنعطفات التي قد تظهر له، وكي لا تصل إلى وجهتك وحيداً، وتعانق حلمك دون أن يفرح لك من تحب، ويضرب صوتك الجدران ثم يعود إلى صدرك دون أن يلمس مشاعر من كانوا معك قبل أن تتخذ قرارك بارتداء قناع يتناسب مع ما تصبوا إليه!

الحر هو من يكون قادر على الحلم، الشجاع من يبلغ حلمه وهو متسلح بمبادئه وخلقه، الأحلام تبنى والأخلاق تحيي أصحابها وتبذر في نفوس من رافقوهم ذكريات وأثر طيب لا يمحى، فكيف لك أن تفرط بخلق من أجل رغبة، وبالحقيقة من أجل وهم، وبما هو دائم من أجل ما هو زائل ومتقلب!

لك أن تحلم، وتبادر وتحاول وتتخذ الطريق الذي تبلغ منه غايتك ومرادك، تسير وتسقط ، تخطأ ثم تتقن الصواب، تجرب وتكتشف وتستنتج ثم تتعلم، وتفتح نوافذك على كل ما كنت تجهله سابقاً، دون أن تنزلق أو تنجرف مع كل تيار، فتصل بغير ما كنت عليه من خلق ودين ونزاهة، فكما تختار حلمك وطريقك فأنت مسؤول عن اختيار طريقتك، قد تأخذك الرغبة إلى التنازل أحياناً من أجل الوصول وتملك ما ترغب به، لكن لا يكون ذلك على حساب أحد ممن هم حولك، ولا على حساب خلق كنت تعرف به، قبل إظهار نيتك الجديدة للعلن!

للأحلام طريق قد ينتهي ذات يوم، لكن آثار الطريق باقية في نفوس من يراقبونك بحب، فانتبه لهم حتى لا تخسر من يحبك من أجل ما تحبه اليوم لنفسك، فربما تغير وجهتك غداً إلى حيث لم تحسب.