أنتِ أيتها الشيخوخة المُرّة

مالَكِ أنشبتِ أظفاركِ ؟؟

وخدشْتِ وجهي بهذهِ التجاعيدِ الكريهة

وقصمتِ ظهري الصدَفيِّ الصلب

سملْتِ الأنوارَ الوضاءة ...

من عينيَّ الغارقتين

بالتراتيل الكنسية

والأدعية النجيبة

انهشي ما شئتِ من جسدي

وإياكِ إياك أن تقربي من دواتي

لا تكسري يراعي الأشمّ

لا تعبثي بأوراقي المدماةِ بالأنين

وأنت أيها الجِلْد المتغضن

سأسلخك رويدا رويدا

ستعلمُني الأفعى طقوسَها

وأعيدُ ذلك الملمسَ الناعم لجسدي

وستنبتُ حبّاتُ النمشِ الآسر

تطفحُ على صدري وعنقي

وأذلُّ شيخوختي أيما إذلال

أعفّرُها بالتراب

أمرّغُها بالوحلِ الآسن

سأنتصر زهواً

سأرفع راياتي المزركشة بالفتوة

وأمحو من معجمي كلماتِ الهَرَم البالية

ومفرداتِ المُسنِّ ، المتعَبِ

الغارقِ بأرذل العمْر

ومن مدّخراتي

سأصنع صفّا من الأسنان البيض

الناصعةِ كاللؤلؤ

وأضعُ تاجي المزدان بالحريرِ الأسود

فوق رأسي الفَتِيِّ

سأبلغُ من الصِغَرِ عتيّا

[email protected]