لشبونة: لا تخلو مائدة عيد الميلاد في البرتغال من "حلوى الملك"، وهي عبارة عن فطيرة بريوش مستديرة مُزيّنة بالفاكهة المُضاف إليها السكّر وانتشرت في البلاد بفضل حلواني فرنسي نهاية القرن التاسع عشر.

وأدخل وصفة الـ"بولو ري" (أي حلوى الملك بالبرتغالية) إلى البرتغال حلواني يُدعى غريغوار وظّفه في تولوز عام 1875 رئيس متجر "كونفيتاريا ناسيونال" الشهير للحلويات الواقع وسط لشبونة قرب ساحة روسيو.

وأصبحت هذه الحلوى مذذاك أحد الأطباق الخاصة بموسم الأعياد، فيما تمنح الجمعية الوطنية لمنتجي المخبوزات والحلويات جائزة سنوية لأفضل "بولو ري" في البلاد.

وسنة 2022، فاز بالجائزة مخبز صغير في حي دامايا الواقع في منطقة أمادورا في الضواحي الشمالية الغربية للعاصمة البرتغالية.

وقال رئيس طهاة الحلويات في متجر "باداريا دا ني" الشعبي هيليو استيفيس، لوكالة فرانس برس إنّ "هذه الجائزة بعيدة المنال نوعاً ما، لكنّ المتاجر الراقية لا تحضّر دائماً الفطيرة الأفضل".

وتابع وهو يضيف فاكهة مجففة على إحدى الفطائر "لا يذهب الجميع إلى روسيو لشراء حلوى الـ+بولو ري+، لذلك يمكن أن نجدها في كل زاوية من الشوارع"، لأنّها "الحلوى الأكثر مبيعاً خلال فترة عيد الميلاد".

وأضاف الطاهي البالغ 28 عاماً "نحاول أن نحضّر الحلوى بالطريقة التقليدية قدر الإمكان، لإبراز النكهات التي تعود إلى العصور القديمة".

وأوضحت ناقدة الطعام فاطمة مورا لوكالة فرانس برس أنّ حلوى الملك كانت منتشرة أصلاً في مختلف أنحاء أوروبا خلال العصور الوسطى ثم اختفت تقريباً قبل انتشارها مجدداً في فرنسا خلال عهد لويس الرابع عشر.

وتابعت انّ "الـ+بولو ري+ تحمل ألوان عيد الميلاد من خلال الفاكهة المُضافة إليها، فيبرز الأحمر والأخضر والبرتقالي التي تشكّل ألواناً جميلة جداً تجعل الفطيرة طبقاً مثالياً على المائدة" خلال أعياد نهاية العام.

ومع أنّ الفطيرة تحمل تسمية حلوى الملك، إلا أنّها تؤكل في عيد الميلاد تحديداً لا في عيد الغطاس الذي لا تحتفل البرتغال به.