40 دولار للبرميل أصبح معدلا مقبولا!!

قبل حوالي شهر عنما لامست أسعار النفط و تجاوزت الـ 40 دولار للبرميل لنفط الخام الأمريكي أنزعجت ألأسواق المالية لوصول أسعار النفط الي معدلات مرتفعة عالية ستضر بمعدل النمو الأقتصادي العالمي و ستؤدي الي كساد عام و تضخم مالي عالمي. و بدأنا ندخل الشهر الثاني وسعر النفط الخام الأمريكي ثابتا و متربعا عند هذا المعدل الجديد.

وقررت الحكومة الأمريكية مؤخرا شراء تقريبا 17 مليون برميل من النفط بهذا المعدل المرتفع لملأ ورفع المخزون الأستراتيجي لها و بسعر 41 دولار للبرميل الواحد ابتدأ من شهر أكتوبر القادم. و لم تعد معدل الأسعار الجديدة للنفط محل نقاش أو حوار حاد أو يمثل يشكل هاجسا ومخاوف اقتصادية متوقعة و لكن بالعكس بدأ المعدل الجديد يجد قبولا و من الممكن جدا التعامل و القبول به. و تحديدا في ضوء النشاط المتزايد المضطرد و ويشمل كافة انحاء دول العالم شرقا و غربا وخاصة لدي الدول المستهلكة للنفط و التي تتعامل بعملات غير الدولار الأمريكي مثل الدول الأوروبية أوالدول الآسيوية مثل اليابان التي بدأت تتقبل المعدلات الجديدة لأسعار النفط ودون أعتراض نتيجة مباشرة لاأنخفاض قيمة صرف الدولار مقابل عملاتها أو لعملات العالمية الأخري.

و للحقيقة فأن انتاج النفط بلغ قمته و نفس الشئ بالنسبةلأسعار حيث بلغتا المعدل الأعلي و منذ 24 عاما، ووصل معدل الأستهلاك اليومي من النفط في العالم الي 83 مليون برميل في حين وصل معدل الأنتاج ب83 مليون برميل في اليوم ووصل سعر النفط الخام الأمريكي يوم أمس الجمعة 71 ر 41 دولار للبرميل. وواصلت دول منظمة " أوبك" بزيادة انتاجها من النفط و ليصل عند مستواه الحالي و ليبلغ 00 ر000ر30 مليون برميل في اليوم مع شمل تصدير النفط العراقي والذي بلغ معدل 700 ر1 مليون برميل في اليوم ومنذ قرابة الأسبوعين. وفي نفس الوقت معدلات الأستهلاك العالمي بدأت في التزايد و لا يوجد أية أشارة في الأفق بأن معدلات أو حدة الأستهلاك ستهدأ أو تنخفض في المدي القريب وخاصة في الأشهر الخمسة القادمة عندما يصل استهلاك النفط قمته مع فترة الشتاء ويعتمد اساسا علي معدلات درجات الحرارة و شدة البرودة.

و يبقي السؤال والي متي ستتستمر هذه الدورة التصاعدية لأسعار النفط أم ستستمر في الصعود الي ان تهدأ و تستقر الأوضاع السياسية و تهدأ الأمور في العراق. طبعا العراق سيبقي جزاء من معادلة هدوء و أستقرار أسعار النفط . و لكن هل معدلات اسعار النفط الحالية هي نتاج العوامل السياسية فقط أم ان الأساسيات الأقتصادية أهمها العرض و الطلب العالمي هو المحرك الرئيسي لأرتفاع الأسعار. وهذا هو حقا واقع الحال لأن و بالرغم مضاعفة و زيادة دول " أوبك" انتاجها من النفط الآ ان اسعار النفط واصلت وستواصل صعودها الطبيعي ودون( تدخلات أو مفاجآت غير متوقعة مثل فقدان انتاج النفط نتيجة لأعمال تخريبية أو أضراب عمال النفط ) مابين 36-40 دولار للبرميل الواحد الي نهاية السنة الحالية طالما أستمرت اقتصاديات العالم في نمو متزايد و بمعدلات مابين 5ر3 الي 9% شرقا ام غربا.

و عند هذه المعدلات تتوقف مسؤليات منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك" حيث أدت كل ماعليها لتأمين وضمان الأمدادات النفطية الي العالم وساعدت في نفس الوقت من تهدأت والحد من أرتفاعات أكبر لأسعار النفط . و الأسعار الحالية للنفط هي معدلات مقبولة و عادلة وخاصة للدول المنتجة و المصدرة للنفط لتجني ثماراستثماراتها المستمرة في تطوير حقول النفط لتلبية الطلب العالمي المتزايد علي النفط و لتحقق هامشا مناسبا للعائد علي استثماراتها النفطية.

*محلل نفطي [email protected]