بغداد: يحاول عمر الدملوجي وزير الاسكان العراقي الجديد توفير التمويل اللازم لبناء نحو 2.5 مليون منزل جديد يحتاجه العراق بشكل ملح. ويقول الدملوجي حديث العهد بالعمل السياسي ان البلاد لم تكن لتقاسي من مشكلة اسكان حادة لو أن الرئيس السابق صدام حسين انفق على بناء المساكن أكثر مما انفق على جيشه.

قال الوزير وهو الرئيس السابق لقسم الهندسة المدنية بجامعة بغداد لرويترز "بلغت احتياجات المجتمع في هذا القطاع مستوى بالغ الخطورة ..في الواقع لم يكن هناك اي نوع من الاستثمار في قطاع الاسكان في العراق منذ أوائل الثمانينات .. تورطت الحكومات السابقة في الحروب بدلا من تشييد بنية أساسية سليمة." ويبرز الازمة انتقال الاف العراقيين الى مباني حكومية للاقامة فيها بعد الاطاحة بحكم صدام ورفضهم مغادرتها حتى يحصلوا على اماكن بديلة.

وقال الدملوجي ان وزارته ستؤسس صندوقا من المرجح أن يبدأ بمبلغ 30 مليون دولار ويمكن أن يرتفع سريعا الى 500 مليون دولار بهدف تقديم قروض عقارية في غضون شهرين للافراد والمقاولين الذين يريدون بناء مساكن. وقال في مقابلة مع رويترز في مطلع الاسبوع "سيكون البنك الرائد وحدة مركزية توزع الاموال المخصصة للتنمية العقارية على عدة بنوك. ونحن نعتمد على القطاع الخاص." وذكر الوزير أن البنوك العراقية ستتولى اقراض العملاء ويشمل ذلك دعم اسعار الفائدة لاصحاب الدخول المنخفضة. وأضاف أن الوزارة تتعاون مع وزارات اخرى لتقديم الارض ومد المرافق لمناطق سكنية جديدة. وتابع "خصصنا بالفعل عددا كبيرا من قطع الارض خارج المدن الكبرى في العراق ونضع حاليا التصميم الحضري لها."

ومن المقرر ان يأتي جزء من تمويل صندوق الرهن العقاري من المعونة الثنائية التي تعهدت الولايات المتحدة بتقديمها وتقدر بمبلغ 18 مليار دولار. قال "أريد أن تشارك البنوك والبنوك الاستثمارية في الغرب بصفة عامة .. لتستفيد مما يمكن ان تقدمه السوق العراقية من فرص." وتباطأت البنوك الاجنبية التي حصلت على تراخيص عمل في العراق في بدء ممارسة نشاطها بسبب المخاوف الامنية. وترقى الدملوجي في العمل الاكاديمي دون ان ينضم لحزب البعث العراقي وهو عادة أفضل طريق لاحراز تقدم. وعقب الحرب التي قادتها الولايات المتحدة عمل كمستشار لعدنان الباجه جي السياسي العراقي المخضرم وانضم لحزبه تجمع الديمقراطيين العراقيين المستقلين.

وقال الاستاذ السابق ان بدء اعادة الاعمار سيساعد في حل مشكلة حرجة اخرى هي البطالة. وتابع "في الواقع فان قطاع البناء هو القطاع الرئيسي الذي يستوعب القوة العاملة في البلاد." وأضاف أن العراق ربما يحتاج قريبا لعمالة اجنبية ماهرة وغير ماهرة للمساعدة في هذا القطاع. وقال الدملوجي ان الوزارة جددت بالفعل عشرات من المباني الحكومية في جميع ارجاء العراق دمرت ابان الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في مارس اذار 2003. وجرى ترميم المباني الخاصة بعدد من الوزارات في العاصمة غير انه لا تزال هناك بعض المباني التي احترقت عن اخرها.

الا أن عدم توافر الامان يعرقل اعمال اعادة البناء ويوم السبت اختطف مسؤول كبير بوزارة الاسكان يرأس شركة بناء تابعة للدولة. وقال الدملوجي ان الوزارة قلقة بشأن المسؤول ولكنها لن تسمح للتهديدات الامنية بان تثنيها عن مهمتها. وقال "الامن يتحقق من خلال الاستثمار وليس العكس. لا يمكن ان ننتظر حتى يتحقق الامن لنشرع في البناء.