جنيف: منحت منظمة التجارة العالمية ليبيا يوم الثلاثاء موافقتها على بدء محادثات الانضمام الى المنظمة التي تضم 147 عضوا وأخذ خطوة أخرى نحو انهاء عقود من العزلة الدولية. ولكن بينما أيدت الولايات المتحدة الطلب الليبي فقد واصلت واشنطن الاعتراض على السماح لايران ببدء المفاوضات. ويمثل القرار الذي أخذه المجلس العام التنفيذي لمنظمة التجارة خطوة جديدة في مسعى طرابلس لاعادة علاقاتها مع المجتمع الدولي الى طبيعتها. وقال مسؤول لدى خروجه من اجتماع المجلس العام "اتفقوا على تشكيل فريق عمل." ويمثل تشكيل فريق عمل أول خطوة على الطريق نحو انضمام أي دولة الى منظمة التجارة العالمية. لكن المسؤولين قالوا انه عندما جاء الدور على الطلب الايراني أعلن مندوب امريكي أن بلاده تحتاج مزيدا من الوقت لبحث الموضوع وهو الموقف الذي تتمسك به واشنطن منذ عرض الطلب الايراني أول مرة على المجلس في عام 2001 .

ويقول دبلوماسيون تجاريون ان الموافقة على بدء المحادثات لا تعني أن بوسع ليبيا ان تتوقع اجتياز المفاوضات المقبلة بسهولة. وتتضمن المحادثات التي قد تستغرق أعواما مفاوضات ثنائية مع أي دولة عضو في منظمة التجارة تشعر أن الصادرات الليبية قد تهدد أسواقها او ترغب في ضمان شروط جيدة لبيع بضائعها لليبيا. وقد تلقت منظمة التجارة الطلب الليبي أول مرة في عام 2001 ولكن الطلب لم يطرح حتى على جدول اعمال المجلس العام التنفيذي قبل يوم الثلاثاء بسبب معارضة القوى الغربية الكبرى التي كانت تعتبر الزعيم الليبي معمر القذافي مؤيدا للارهاب.

بيد أن نظرة الغرب للقذافي تغيرت بعد أن تحملت ليبيا المسؤولية عن تفجير طائرتي ركاب في الثمانينات وأعلنت تخليها عن برنامج لانتاج أسلحة دمار شامل. وفي مقابل ذلك علقت الامم المتحدة العقوبات الاقتصادية على ليبيا في حين وافقت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام على اعادة العلاقات الدبلوماسية للمرة الاولى منذ 24 عاما ورفعت بعض القيود الاقتصادية عن طرابلس.

وتأتي خطوة منظمة التجارة العالمية في الوقت الذي تتبنى فيه ليبيا سلسلة اصلاحات للاقتصاد المعتمد على النفط في محاولة لاجتذاب التمويل الضروري. وتعهدت حكومة القذافي بتشجيع القطاع الخاص على ادارة دفة الاقتصاد وتخفيف سيطرة الدولة على الاقتصاد الى أدنى قدر ممكن وتقديم حوافز للمستثمرين الاجانب. ومع بدء محادثات ليبيا للانضمام للمنظمة تصبح هناك ثلاث دول فقط تنتظر اجتياز أول عقبة وهي سوريا وافغانستان وايران.