ارتفعت أسعار النفط و سجلت معدلات تاريخية منذ اكثر من 25 عاما نتيجة مباشرة لقرار الحكومة الروسية لشركة يوكوس “Yukos” أكبر الشركات الروسية المنتجة للنفط بوقف انتاج النفط من أكبر حقولها في سيبريا والتي تقدر ب700 ر 1 مليون برميل في اليوم. هذا القرار صعد في اسعار النفط لتصل الي معدلات تاريخية وليصل معدل سعرالنفط الخام الأمريكي و ليلامس 43 دولار للبرميل.

وادي الي ردة فعل مباشرة علي أسعار النفوط العالمية الأخري ولترتفع معدلات أسعار النفط و في جميع المراكز النفطية و تسجل ارقاما قياسية لتؤكد وتثبت في نفس الوقت حقيقة واحدة بأن الطاقات الأنتاجية الفائضة للنفط قد وصلت حدها ولم يعد هناك طاقات نفطية فائضة كبيرة تذكر تستطيع منع حدوث عجز أو نقص في الأمدادات النفطية و ان وجدت فلن تزيد عن مابين 000 ر1 الي 500 ر1 مليون برميل في اليوم مما يعني فعليا وعمليا عدم امكان اية دولة منتجة أو منظمة في سد فراغ أو عجز في الأمدادات النفطية.

وهذه فعلا تعتبر كارثة نفطية و اقتصادية في نفس الوقت تحت الظروف العالمية المضطربة و تؤدي حتما الي عدم الأستقرار في أسعار النفط او في تهدأتها و ستظل ملتهبة الي ان يهدأ و ينخفض الطلب العالمي علي النفط حيث بدأ يصل الي معدلات استهلاك قيايسة و تاريخية في العام الجاري و في العام القادم. ووصل معدل الطلب العالمي الي 82 مليون برميل في اليوم و من المتوقع ان يصل الي 500 ر83 مليون برميل في العام القادم.

والسؤال المحير المخيف كيف تستطيع الدول النفطية من داخل و خارج " أوبك " تلبية هذا النمو و الطلب العالمي المتزايد و الفائض النفطي غير موجود و ليس من السهل في نفس الوقت زيادة الطاقة الأنتاجية حيث يستغرق مابين سنة الي سنة و نصف لزيادة الطاقة الأنتاجية و بصفة دائمة و مستديمة (Sustainable. و علي العالم ان يتقبل الحقيقة الواقعة بأن الدول النفطية لم تعد قادرة علي زيادة أو أنتاج كميات أضافية من النفط الخام.و الحقيقة الأخري وهي بنفس القوة بأن الطاقات التكريرة من المصافي النفطية في جميع أنحاء العالم لم تعد كافية لتلبية متطلبات و أحتياجات العالم من المنتجات والمشتقات البترولية المكررة وستكرر أزمة وقود السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية او وقود التدفئة في فصل الشتاء القادم.

الأوضاع و الحالة النفطية غير مطمأنة هذا و بالرغم من ان الدول المصدرة للنفط " أوبك" تنتج حاليا مايقارب من 30 مليون برميل من النفط يوميا و هي أعلي معدل لها لأكثر من ربع قرن وهذا المعدل من الأنتاج الحالي كان متوقعا له ان يحدث بعد 6 سنوات أي من الآن اي في عام 2010 حسب توقعات المؤشرا ت النفطية المتخصصة. بمعني آخر ان الطلب العالمي بدأ يفوق المعدلات المتوقعة ووصلت الي أرقام قياسية و ليصل عند 82 مليون برميل و من الصعب التوقع مدي و متي سيتوقف او يهدأ الطلب العالمي في غضم النشاط و النموالأقتصادي المتزايد و في كل ركن من عالمناالمتنامي.
لقد وصلنا مرحلة حرجة و لابد من ضبط الأستهلاك و النمو العالمي المتزايد . و حتما ستواصل أسعار النفط أرتفاعاتها العالية و سعر 50 دولار للبرميل الواحد لم يعد مستحيلا و ليس بعيدا أيضا......

محلل نفطي [email protected]