استعمال النفط سياسيا ضد مصلحة الجزائر



الجزائر

لا يزال قرار روسيا إيقاف إمداد أوكرانيا وبقية دول الاتحاد الأوربي بالغاز الطبيعي يثير الكثير من التعاليق السياسية والاقتصادية، فإيطاليا على سبيل المثال تستورد 24 مليار متر مكعب سنويا من روسيا و20 مليار متر مكعب من الجزائر أي ما يغطي ثلثي الواردات الإيطالية من الغاز. وفي هذا السياق أكد الخبير الاقتصادي الجزائري أرسلان شيخاوي أن quot;بإمكان الجزائر أن تكون حلا بديلا لإمداد إيطاليا وبقية دول الاتحاد الأوروبي بالغاز الطبيعي، ولكن شرط أن تطول هذه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لأن الجزائر بحاجة إلى الوقت الكافي لاستكمال مرحلة الاستثمارات في مجالات إنتاج الغاز وتشييد البنى التحتية الضروريةquot;.

وأشار شيخاوي، وهو مدير مركز التعاملات التجارية شمال-جنوب، إلى quot;ضرورة التعاطي مع هذا الموضوع استنادا إلى العاملين التجاري والدبلوماسي، فعلى الصعيد التجاري ستستفيد الجزائر كثيرا من تعويض روسيا في سوق الغاز ولكن من الناحية الدبلوماسية ستتضرر العلاقات الثنائية الجزائرية-الروسية على اعتبار أن الجزائر من حلفاء موسكوquot;.

واعتبر الخبير الجزائري الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا quot;سابقةquot; مضيفا أن quot;الاتحاد الأوروبي سيتخذ العديد من المبادرات في المستقبل القريب حتى يتحرر من التبعية الروسية في مجال الغاز، إذ سيسعى إلى إيجاد مصادر مختلفة للتزوّد من هذه المادة الحيويةquot;.ودعا شيخاوي الذي أختير خلال قمة دافوس الاقتصادية عام 1999 ضمن الشخصيات القيادية الـ100 في العالم، إلى التمييز بين الجزائر وروسيا، وقال quot;ليس من مصلحة الجزائر استعمال النفط كورقة سياسية، إن المطلوب هو تعزيز العلاقات التجارية مع شركائها الأوربيين، وذلك بزيادة صادراتها من الطاقة وتوظيف العائدات من أجل النهوض بالاقتصاد الجزائريquot;.