هدوء نسبي بين روسيا وأوكرانيا بعد تدخل الولايات المتحدة وأوروبا



أحمد عبدالعزيز من موسكو

ساد هدوء طفيف في أزمة الغاز الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، بعد التصريحات التي أدلى بها البيت الأبيض وعدد من دول أوروبا الغربية، حيث أكد الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو على أن بلاده ستقوم بالتنفيذ الكامل والشامل لالتزاماتها الدولية بشأن ضمان نقل الغاز الروسي إلى دول أوروبا الغربية.
جاء هذا التأكيد، حسب تصريحات المكتب الصحافي للرئيس الأوكراني، في مكالمة هاتفية مع الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي الذي أشار من جانبه إلى أن الحكومة البولندية سوف تعقد اجتماعا طارئا اليوم لبحث مشكلة الغاز. غير أن موسكو أعلنت عزمها على تشكيل لجنة رقابة دولية بهدف إثبات واقع سحب أوكرانيا لأكثر من 30% من الغاز الروسي المار إلى أوروبا عبر أراضيها. وذلك في ضوء الاتهامات التي وجهتها شركة (غاز بروم) الروسية إلى كييف بهذا الصدد.

من جهة أخرى لاحظ المراقبون والأوساط السياسية والدبلوماسية أن حدة تصريحات الرئيس الأوكراني خفت قليلا بعد يوم واحد من تدخل الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية. إذ حذرت الأولى كلا من روسيا وأوكرانيا بالالتزام بمسؤولية ضخ الغاز ونقله والحفاظ على سمعتهما في أسواق الطاقة، بينما أعربت الدول الأوروبية عن مخاوفها من انحسار كميات الغاز الروسي المنقول إليها عبر الأراضي الأوكرانية.

واعتبرت الأوساط الاقتصادية أن التدخل الدولي كان إيجابيا، حيث أكد الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو على التزام كييف بمسؤوليتها عن نقل الغاز الروسي، وهو الذي كان قبل يوم واحد فقط من دخول الولايات المتحدة والدول الأوروبية على الخط يؤكد بأن روسيا لا تسدد ثمن نقل الغاز، ولا تقوم بضخه عبر الأراضي الأوكرانية سواء إلى أوكرانيا أو إلى أوروبا.

في غضون ذلك، وفي الوقت الذي لوحظ فيه هبوط ضغط الغاز في عدد من المناطق الأوكرانية، أكد رئيس الوزراء الأوكراني يوري يخانوروف على ضرورة تقليص استهلاك الغاز بالنسبة للمؤسسات الصناعية في أوكرانيا إلى أدنى حد ممكن، وقطعه نهائيا عن بعض المؤسسات. كما أشار إلى ضرورة أن تقوم مؤسسات الطاقة الحرارية بمواصلة شراء أنواع الوقود البديل للغاز، وإعادة تصميم المراجل للعمل على تلك الأنواع من الوقود.