تجار التجزئة اكثر المتضررين
سياح البحرين قلقون من الاختناقات المرورية
مهند سليمان من المنامة
كشفت دراسة حديثة أجراها مركز البحرين للدراسات والبحوث وحصلت ايلاف على نسخة منها أن 62.2% من السياح يرون أن البحرين تعاني من مشكلة ازدحام شديدة وخاصة عند الدوارات والتقاطعات والإشارات المرورية، ويجد 36.7 % من السياح quot;صعوبة شديدةquot; في تنقلهم في منطقة المنامة وخاصة في الفترة المسائية حيث يشتد الازدحام.
وعن أسباب الزحام أشار أكثر من 44% من السياح إلى أن ضيق الشوارع وعدم قدرتها على استيعاب السيارات المنسابة فيها هو من أهم الأسباب، ورأت نسبة أخرى أن كثرة الدوارات من مسببات الازدحام.
وذكر الدكتور حسن البستكي الأمين العام لمركز البحرين للدراسات والبحوث أن الدراسة أظهرت التأثير السلبي للازدحام على تجار التجزئة في سوق المنامة القديم حيث أكد 50% منهم أن مؤسساتهم قد تضررت بشكل من الأشكال بسبب الازدحام، كما بينت الدراسة تأثير الازدحام على المقيمين وزوار البلاد على حد سواء.
وبينت الدراسة التي أعدتها الباحثة بمركز البحرين للدراسات والبحوث الدكتور سها السعد حول الآثار المترتبة على الازدحام والاختناقات المرورية على تجار التجزئة في المنامة أن 82% من التجار أكدوا أن الازدحام المروري الذي يتعرضون له هم وموظفيهم رفع من تكاليف الإنتاج حيث يتأخر الموظفون عن فتح المؤسسة أو يتأخر التاجر نفسه عن الحضور مما يؤثر على معاملاته اليومية من مقابلة مندوبين أو زبائن.
وأفاد أكثر من 80% من التجار أن المشكلة تؤثر على خطط التاجر المستقبلية ويفكر عدد منهم في تغيير نشاطه التجاري أو تغيير موقع مؤسسته إلى مكان آخر حتى يتفادى الازدحام. وأجمع التجار على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الجهات المعنية للتخفيف من حدة الزحام والاختناقات المرورية.
ويرى التجار أن أهم أسباب مشكلة الازدحام المرور هي زيادة عدد المركبات المسجلة سنويا وزيادة دخول السيارات من دول مجلس التعاون الخليجي وزيادة عدد السكان وضيق الشوارع.
وأكد أكثر من 72% من المقيمين المبحوثين أنهم يجدون صعوبة في تنقلهم بين مناطق البحرين بسبب الازدحام ويفضلون إلغاء مشاوريهم غير الضرورية.
وقد بلغ أعلى متوسط زمن وصول بين عينة المقيمين في محافظة المحرق 29.5 دقيقة أما أقل زمن وصول فقد كان بين القاطنين في محافظة العاصمة 16.5 دقيقة.
وتبين أن ضغط حركة المرور في شوارع المملكة يؤدي إلى تأخر الكثيرين شبه الدائم عن الوصول إلى أعمالهم في الوقت المحدد وهو ما أكده 84% من المقيمين المبحوثين والذين أشاروا إلى أن الوقت الذي يقضونه في الوصول إلى مقر عملهم قد تغير خلال 15 سنة الماضية، وقال 93% منهم أن هذه المشكلة باتت تعيق وصولهم إلى عملهم.
واقترح المقيمون إعادة تنظيم وتخطيط الشوارع وفقا للنمو السريع الذي تمر به البلاد، وتخفيض عدد الإشارات المرورية والدوارات في شوارع البحرين وتقنين دخول السيارات من دول الخليج عبر وسائل منها استخدام النقل الجماعي للراغبين في الدخول بحيث تترك سيارتهم في مواقف مخصصة في الجسر ويدخلون عن طريق النقل الجماعي إلى البحرين، وتحديد عدد السيارات الداخلة بحيث لا تتسبب الأعداد الكبيرة للسيارات القادمة من الخارج في إرباك حركة المرور.
وذكرت الدراسة أن الصورة الظاهرية تشير إلى أن مسافة قصيرة مثل 10 كيلومترات تستغرق الآن ضعف الوقت الذي كان يحتاجه الفرد منذ سنة كما أن الوضع يزداد صعوبة مع مرور الوقت.
وجاء في الدراسة أن هناك قلق متزايد في السنوات الأخيرة بشأن التكلفة الاقتصادية لازدحام الشوارع مثله مثل القلق المتعلق بالآثار البيئية الناجمة عن ازدحام المركبات وما تسببه من تلوث بيئي.
وأوصت الدراسة بالإسراع في تطوير السوق القديم في المنامة بحيث يتماشى هذا التطوير مع ما تمر به البلاد من تطور عمراني واقتصادي وسياحي، حيث أن الوضع القائم في السوق لا يسمح باستقطاب السياح الأجانب والخليجيين وكذلك المقيمين في البلاد ويبقى المستفيدون هم العمالة الأجنبية ذوي الدخل المحدود. كما أوصت الدراسة باتخاذ إجراءات لإصلاح النظام المروري في شارع التجار ومنها منع مرور المركبات الخاصة بعد تطوير الشارع التجاري ( السوق القديم في المنامة )، وإدخال فكرة النقل الجماعي المتطور ( الباصات ) لهذا الشارع بحيث يسمح لهذه الباصات بالمرور على مدار الساعة، وذلك مساهمة من الدولة في تشجيع الناس على استخدام هذه الوسيلة للتقليل من الازدحام والاختناقات المرورية.
وأوردت الدراسة عددا من الآثار الإيجابية المترتبة على استخدام النقل الجماعي وأهمها خفض حدة الازدحامات المرورية، خفض استهلاك الطاقة، تقليل حوادث السير وما ينجم عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات، توفير فرص عمل حيث يتطلب تسيير مركبات النقل الجماعي إلى سائقين ومحصلي.
واقترحت الدراسة إنشاء خط ترام كوسيلة لنقل الناس من بداية باب البحرين امتدادا إلى شارع التجار ومرورا بشارع الشيخ عبدالله وتقاطعاته في خط دائري يمر عبر المحلات التجارية على أن يمنع دخول المركبات الخاصة في ذلك الشارع. وهذه الوسيلة ndash; بحسب الدراسة ndash; كفيلة بالحد من الازدحام المروري واستقطاب الناس والسياح للركوب في الترام والتفرج على المحلات التجارية والسوق القديم وهذا سينعكس على الحركة الشرائية.
كما اقترحت الدراسة إنشاء مواقف للسيارات متعددة الطوابق حتى يتمكن أصحاب السيارات الخاصة من إيقاف سياراتهم على أن يكون بجانب هذا الموقف محطة للترام أو النقل الجماعي لتسهيل مهمة النقل من وإلى داخل السوق.
التعليقات