حملات الحج في السعودية تحصد الملايين
الجنود المجهولون يسعون لراحة الحاج
سعيد القحطاني من الرياض
تزامناً مع موسم الحج يسعى الكثير من الشركات المتخصصة في الحج والعمرة، للحصول على امتيازات القدر الأكبر من الحجاج وذلك بتوفير جميع الخدمات التي يحتاجونها خلال أداء مناسك الحج. وليست كل أنواع التجارة - كما يقولون- مكسباً أو خسارة، فتلك تجارة لا تعتريها خسارة، والقائمون عليها رابحون، كيف لا وهم وسطاء بين العبد وإتمام فرض مهم من فروض دينه، لذلك أطلق عليهم الكثير من المتابعين لقب الجنود المجهولين في الحج، ومع ذلك تحصد تلك الشركات المالكة لـ ( الحملات ) المبالغ الضخمة، وتحديداً من حجاج الداخل في السعودية، حيث لا يسمح لهم النظام الصادر من وزارة الحج السعودية بالحج إلا بتصريح رسمي وذلك لا يكون إلا بالاشتراك في إحدى الحملات المدرجة ضمن قائمة وافقت عليها وزارة الحج سابقاً.
وقد سجلت أسعار بعض حملات الحج والعمرة خلال الأيام الماضية مبالغ كبيرة، للانضمام إليها حيث وصلت لما يقارب 26.6 ألف دولار للفرد الواحد، بعد أن بدأت استقطاب العديد من الحجاج من خلال إعلاناتهم المنتشرة في الشوارع والوسائل الإعلانية الأخرى، في حين استغل عدد من أصحاب الحملات أسماء بعض المشايخ للترويج لحملاتهم على أنهم سيرافقونهم للإفتاء لهم.
وركزت الكثير من حملات الحج على إبراز الخدمات المتعددة التي تقدمها لعملائها من خلال إعلاناتها المنتشرة، حيث تبلغ تكلفة الفرد الواحد للسفر بالحافلة بين 400 إلى 666.6 دولارا للفرد الواحد بينما تتراوح الرحلة بالطائرة بين 1280 الى 2533.3 دولارا للفرد الواحد.
وكانت من ابرز خدمات الحملات تقديم خدمات الخمس نجوم كما جاء في وصفها، وتستهدف الأثرياء، وتتمحور خدماتها حول الاستقبال بسيارة فارهة في المطار والسكن في مكة المكرمة في شقة أو جناح ملكي خاص، إضافة إلى السكن في منى ومزدلفة وعرفه في خيمة فاخرة مجهزة بوسائل الراحة من أرضية سيراميك وتوفير حمام السباحة وخدمات فاكس وانترنت وعيادات خاصة ووجبات متنوعة متوفر فيها بوفيه مفتوح وجميع المشروبات والمأكولات على مدار الساعة، كما توفر الحملة خدمات الغسيل والكي.
وقسمت الحملات أسعارها إلى فئات منها الفئة ( أ ) ويبلغ سعرها تقريباً لـ26.6 ألف دولار، والفئة ( ب ) ويبلغ سعرها قرابة 10.6 آلاف دولار، والفئة( ج ) ويبلغ سعرها قرابة 5.3 آلاف دولار.
ويرى الكثير من الحجاج في السعودية أن الأسعار هذا العام تحديداً ارتفعت، على نحو رآه البعض مبالغاً فيه ووقف حجر عثرة أمام الكثيرين من الراغبين في تأدية مناسك الحج، وحامت الكثير من الظنون حول أسباب ذلك الارتفاع المفاجئ في أسعار تلك الحملات، ومن يقف وراء تلك المغالاة التي وصلت في كثير من الحملات إلى أكثر من 30% مقارنة بأسعار العام الماضي.
تحدث لـquot; إيلاف quot; احد أصحاب الحملات عن الارتفاع الكبير في أسعار حملات الحج لهذا العام فقال: quot;حقيقة حدث ارتفاع واضح في أسعار حملات الحج هذا الموسم، لكنه ارتفاع مبرر ومنطقي، ولا يرجع إلى القائمين على الحملات أنفسهم بالضرورة، فارتفاع الأسعار شمل كل ما له علاقة بعملية خدمات الحجيج بدءاً من تذاكر الطيران، ناهيك عن توفير المسكن الملائم للحجاج، حيث تم توفير مساكن حديثة ذات إيجار مرتفع وأكثر راحة للحجاج، أيضا إيجار مكاتب الحملة ورواتب موظفيها، كل ذلك ارتفع بشكل لافت ومزعج لنا أيضاً، هذه الأمور مجتمعة تجعلنا مجبرين للتجاوب معها برفع الأسعار، فنحن مدفوعون إلى هذا الاتجاهquot;.
ويضيف: quot; إننا كحملات حج نعي تماماً دورنا في خدمة الحجيج، وفخورون بما نقوم به، وليس من أهدافنا مطلقاً رفع الأسعار لمزيد من الكسب الماديquot;.
وتحدث احد الإداريين في حملة فقال: quot; الارتفاع في أسعار الحج يعود أولاً لتقليص العدد المسموح به للحملات، ناهيك عن الارتفاع الطارئ على كافة المستويات فإيجار هذا المكتب الذي أدير من خلاله حملتي ارتفع من 15 ألف ريال إلى 30 ألفاً في هذا العام، وبالطبع هناك زيادة كبيرة في أسعار السكن في مكة المكرمة، وهناك خدمة ارقى سوف تقدم للحجاج هذا العام فجميع الحافلات المستخدمة حديثة ومكيفة، كما تمت زيادة الأسعار التي تواجه حملات الحج.quot;
الجدير بالذكر أن عدد مؤسسات الحج المصرح لها لتقديم الخدمات يقارب 300 حملة على مستوى المملكة العربية السعودية مقسمة بين مؤسسة وشركة.
ومن جانب آخرمن المتوقع أنيبلغ عدد الحجاج من الداخل والخارج خلال موسم حج هذا العام أكثر من مليوني ونصف المليون حاج بسبب الأجواء وطول الإجازة وزيادة عدد المعتمرين في رمضان الماضي.
- آخر تحديث :
التعليقات