الأسواق المصرية تختنق مع العيد
محمد نصر الحويطى من القاهرة
اكتظت شوارع العاصمة المصرية القاهرة خلال اليومين الماضيين بآلاف المواطنين الذين احتشدوا بشكل صعبت معه الحركة, واختنقت الأسواق بجموع غفيرة من المستهلكين ..بالطبع إنها عمليات التسوق المعهودة التي تنشط مع الأعياد والتي ساقت المواطنين في مصر إلى الأسواق -رغم أنوفهم- ليحصلوا على ما يريدونه من منتجات وسلع استعدادا منهم للاحتفال بيوم عيد الأضحى المبارك.
تجولت (إيلاف) مع المستهلكين المصريين لتنقل بالتفصيل ما يحدث بداخل الأسواق المصرية والتي نشط بعضها وسيطر الخمول على بعضها الأخر فيما تباين أداء كثر منها.
أسواق اللحوم
لعل أسواق اللحوم هي اكبر مستفيد في أيام عيد الأضحى المبارك خاصة وان شعائر الاحتفال بهذا العيد ترتبط كليا بأكل اللحوم, وبالتالي فقد حصل سوق اللحوم المصري على (نصيب الأسد) من أموال المستهلكين المصريين بعد أن وصل سعر كيلو اللحوم إلى ما يقر ب من 35 جنيه أي ما يعادل 6.9 دولار أميركي في حين تراوح سعر الكيلو بالمناطق الشعبية ما بين 30 و25 جنيه للكيلو بينما سجل سعر الكيلو من اللحوم المستوردة ما يقرب من 22 جنيه .
وتسابق العديد من المصرين لشراء كميات كبيرة من اللحوم سواء الضأني منها (لحوم النعاج) أو الماعز والأبقار أيضا ,وأشارت الإحصائيات التي حصلت عليها (إيلاف) من خلال جولتها بالأسواق المصرية للحوم إلى أن اللحوم المستوردة استحوذت على نسبة 30% فقط من حجم الاستهلاك داخل مصر فيما استحوذت اللحوم المحلية على أل 70% الباقية ,ولعل ذلك يرجع إلى عدة أسباب أهمها ثقة المستهلك باللحوم المحلية رغم ارتفاع أسعارها وتأكده من خلوها من الأمراض وهذا وفقا لما قاله المستهلكون-.
الملابس
ولم يكتف المواطنين المصريين بشراء اللحوم فقط بل جاءت أسواق الملابس في المرتبة الثانية بعد اللحوم من حيث الازدحام والنشاط حيث بلغ عدد الزوار لبعض محال الملابس المتواجدة في وسط العاصمة المصرية القاهرة إلى ما يقرب من 300 زائر يوميا للمحل الواحد الأمر الذي ارتفع معه أسعار هذه المنتجات إلى أرقاما خيالية حيث بلغ سعر (القميص) في بعض المحال إلى ما يقرب من 108 جنيه بالرغم من انه صناعة محلية وتجاوز سعر (البنطلون) 105 جنيه .
وعلى العكس تماما من اللحوم حصلت الملابس المستوردة على نصيب كبير من اهتمام المستهلكين المصريين والذين اقبلوا على شراءها رغم تقارب أسعارها مع نظيرتها محلية الصنع , وكما قال المستهلكون أن هذا يرجع إلى أن الملابس المستوردة تتمتع بجوده وكفاءة عالية مقارنة بالمحلية فضلا عن أن سعرها يقترب من سعر المحلية حيث أن سعر القميص المستورد بلغ 120 جنيه وبلغ سعر (البنطلون) 139 جنيه في بعض المحال التجارية.
الأحذية و منتجات الجلود
وجاء سوق الأحذية والحقائب والمنتجات الجلدية في المرتبة الثالثة من حيث النشاط في أيام العيد حيث شهدت المحال التجارية بهذا السوق استقرارا ملحوظا في أسعارها ولم ترتفع أثمان الأحذية أو الحقائب ولعل هذا يرجع إلى أن هذه المنتجات تعتبر معمرة مقارنة بنظيرتها من المنتجات الأخرى .
وبلغ سعر زوج الأحذية (مصرية الصنع) في المحلات المصرية ما يقرب من 114 جنيه فيما بلغ سعر الحقيبة ذات الصناعة المحلية أيضا 50-60 جنيه في حين بلغ سعر الحذاء المستورد ما يقرب من 125 جنيه .
أسواق خاملة
أما الأسواق التي شهدت خمولا بعض الشيء وندر إقبال المستهلكين المصريين عليها فكان من بينها أسواق الأجهزة المعمرة المنزلية من (تلفزيونات- كاسيتات-وغسالات ndash;وثلاجات) وما شابهها هذا بالإضافة إلى الخمول الكبير الذي سيطر على أسواق العطور والمفروشات والتي لم تنل نصيبا من اهتمام المستهلكين في مصر خلال هذه الأيام.
وبالنسبة لمنتجات الخزف والصيني وأدوات المطابخ وما شابهها فلا يرتبط استهلاك المواطن المصري لها بأيام الأعياد فهي منتجات يحتاجها الجميع عند في أوقات الزواج ويعتبر موسم (الصيف) من اكثر المواسم طلبا لهذه المنتجات نظرا لأن حفلات العرس والزواج عادة ما تكثر في شهور الصيف بمصر.
وخرجت (إيلاف) من جولتها في الأسواق المصرية بشيء هام.. وهو انه رغم القيود والمراقبة التي طالما صدعت الجهات الرقابية في مصر بها رؤوس المواطنين إلا انه حتى هذه اللحظة تكثر حالات الاحتكار والاستغلال في الأسواق المصرية ولا توجد معايير منظمة تحكم تلك الأسواق التي تنشط بدورها مع الأعياد وتخمل مع الأيام الباقية في العام ...وفى النهاية العزاء للمواطن والأسواق معا.!
التعليقات