معوقات السياحة التونسية

إيهاب الشاوش من تونس

كثر الحديث خلال الأيام الأخيرة عن الدراسة التي قامت بها الجامعة التونسية للنزل حول القدرة التنافسية للسياحة التونسية داخل الفضاء الأورومتوسطي و التي أنشرت أخبارها بسرعة نظرا لما اتسمت به من صراحة و جدية في معالجة الواقع السياحي في تونس و إبراز عيوب هذا القطاع و السبل الكفيلة بتطويره.

أهمية هذه الدراسة تكمن أيضا في أنها نابعة من أهل القطاع الذي يمارسون المهنة منذ سنوات و بالتالي كانت النقاط المطورحة نابعة من التجربة و بعيون مختصين، ايلاف تسلط الضوء على اهم ما جاء في هذه الدراسة:

الدراسة أشارت إلى ضعف معدل إنفاق السائح الأجنبي خلال الليلة المقضاة و التي تبلغ حوالي 45 دولار إضافة الى ارتفاع أسعار الكحول التي تبقى الأكثر ارتفاعا مقارنة بالدول المنافسة كتركيا و مصر و اسبانبا... كما أن تفاقم ظاهرة مضايقة السائح أصبحت تلعب دورا أساسيا في عدم وفاء الوافد للوجهة السياحية وهو ما يعود بالسلب على القطاع ككل الأمر الذي استغله متعهدو الرحلات والمهنيون المختصون في جلب السائح لمساومة أصحاب الفنادق.


الضرائب مرتفعة:
الدراسة تعرضت أيضا إلى مسألة الضرائب معتبرة إياها مرتفعة جدا ومقيدة للمستثمر حيث بينت أن الضغط الجبائي يحوم حول 25% بينما لا يتجاوز في القطاع الصناعي 21%، و هذه الأداءات حسب الدراسة نفسها تثقل كاهل المؤسسات السياحية وتبقى الأرفع مقارنة بالدول المتوسطية الأخرى.

الترويج:
و دعت الدراسة الى ضرورة تنمية الميزانية المخصصة للحملات الترويجية لاقتحام مختلف الأسواق لأن النتيجة ستكون ايجابية فمثلا خصصت تركيا سنة 2004 مبلغ 675 ألف دينار لترويج منتجاتها السياحية بأوكرانيا فقط فاستقطبت أكثر من 500 ألف سائح في حين أن تونس لم تقم بحملات دعائية على هذه السوق فاستقطبت 8000 أكراني فحسب.

كما تقترح الدراسة تعزيز حماية السائح الاجنبي رغم مناخ الاستقرار الذي يسود البلاد نظرا لتفاقم ظاهرة التحرش وتواتر ظاهرة السرقة ومن هذا المنظور يدعوا أرباب النزل السلطات المختصة إلى ضرورة إتباع سياسة تكون أكثر حزما لتعزيز الامن الداخلي وأخذ العبرة من الأحداث المأساوية لشرم الشيخ (مصر) وعمان والدار البيضاء (المغرب) حسب تعبير الدراسة.


التسويق:
و بخصوص مسألة التسويق نادى المشرفون على الدراسة بتنمية علامات وطنية بالشراكة مع مؤسسات عالمية كما تقترح الوثيقة التعريف أكثر بالمواقع التونسية الاثرية التي لها صيت عالمي (الجم، قرطاج، باردو، القيروان..) هذا بالاضافة إلى ترويج المنتوجات المعروفة كل على حدة (المؤتمرات، المعالجة بمياه البحر، الفولف، الصحراء..)

شراكة
الشراكة مع دول الحوض المتوسط كانت ايضا من النقاط التي جاءت عليها الدراسة حيث اقترحت العمل مع بعض بلدان الفضاء الاورومتوسطي بهدف اكتساح أسواق جديدة وذلك باستغلال أهم شركات النقل الجوي بالشرق الاوسط لتنمية الوفود السياحية البعيدة وخاصة الاسياوية وذلك عن طريق تنظيم رحلات لزيارة عدة بلدان مثل بيكين - أثينا - تونس أو طوكيو - مالطا - تونس والعمل على إبراز أن laquo;السياحة هي عامل يحث على السلام وتلاقح للثقافاتraquo;.

إحصائيات:
و للتذكير فإن تونس استقطبت سنة 2005 ما يناهز 5،6 مليون سائح وبلغت المداخيل السياحية سنة 2004 ما يناهز 1609 مليون دولار مقابل 4755 مليون دولار بمصر و14267 مليون دولار بتركيا.
كما بلغ مدخول معدل السائح الواحد في تونس خلال السنوات الأخيرة حوالي 300 دولار في حين يرتفع بمصر الى700 دولار وبتركيا الى أكثر من 800 دولار للسائح الواحد.